فزع الناس من حادثة الشاحنة في الرياض فزعا كبيرا، تناولوه في كتاباتهم، واتصالاتهم، ومجالسهم، ومراسلاتهم.., قالوا، وقالوا, وزادوا، وبّهَّروا كلامهم، وتداخلت التوقعات، والآراء، شأن أي ظرف يمر بجماعة من الناس لا يخلو من زيادة في نقله، أو نقصان, على الرغم من أن العدسات اللاقطة بالصوت, والصورة أصبحت بسرعتها, وصدقها ملاذا للحقيقة، مع أن هناك قدرة للوسائل هذه لأن توظف لخدعة الإنسان، ومكره بالحقائق..
هذا الجانب لا يعنيني في مقال اليوم, لكنني أتحدث عن ثقافة السلام، والدعة، وعدم الصمود التي تعودها أفراد هذا الوطن، حتى إذا ما اشتاكتهم شوكة، ولولوا، وتأوهوا، وتصارخوا، واشتكوا وشكوا.. بكاؤون ما نخرت فيهم الدعة بمسام..
فقوة صبرهم على الأحداث ضعيفة، وتقبلهم للطارئ فيه خور، وتفكيرهم في الأزمات ينبغي أن يدرب، وتوظف له ثقافة، وتوعية كبيرين...
وإلا تحول الواحد فيهم كالطفل إن لم تحمِه، لا يقوى على صد الريح..
من المفارقات المدهشة أن هناك صورتين بثتهما جريدة الجزيرة في عدد يوم السبت أمس الأول، لخبرين وردا في نسختها الإلكترونية في الرئيسة المتحركة، واحدة لصورة الدمار الذي أحدثته الشاحنة المنفجرة في الرياض، والأخرى لما سببته آلة الدمار في سوريا، متقاربتان في الهيئة، والمضمون..
بمعنى أن الكوارث مهما اختلفت أسبابها، وهيئتها فإن نتائجها تدمير شامل قد يلحق ببقعة من الأرض بما فيها مقدرات الإنسان التي يمكن معالجتها ترميما، وإعادة بناء..
بينما لا يمكن أن تمحى آثارها من نفوس وذاكرة الإنسان..
ولكن أي إنسان؟ من عركته الأحداث.. فصمد وواجهها بقوة مهما كانت أسبابها..........!!؟
أو من أفزعته، وأخافته فعبث بحطامها, ثم ذهب يركض لألعابه، وعرباته، وحساباته المختلفة مع نفسه، والآخر....؟!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855