|
قد يتبادر إلى الذهن حينما يكون الحديث في مجال المال والأعمال أن يتم سرد معلومات اقتصادية بحتة، تقود القارئ الكريم إلى استطلاع نتائج معينة من خلال ما كُتب، أو استنباط معانٍ مفيدة عن ذلك المجال الذي يختص بالمال أو الأعمال. ولكن حينما يكون الحديث عن الرجال، الذين استطاعوا النجاح نتيجة الجهد والمثابرة والصبر واستحضار الحنكة، فإنه لا بد أن يكون في مخيلة المتابع الكريم اسماً لامعاً في سماء المال والأعمال في مجتمع رجال الأعمال السعودي، إنه رجل الأعمال علي عبدالله الجديعي، ذلك الرجل الناجح الذي كان منذ ثلاثة عقود ملازماً لوالده الشيخ عبدالله الجديعي - يرحمه الله - الذي أسس مجموعة الجديعي التجارية التي نراها اليوم هامة وطنية شامخة فوق تراب الوطن، تساهم في دفع عجلة التنمية في بلادنا، بل إنها استطاعت أن تخرج قيادات وطنية أخذوا مكانتهم في القطاعين الحكومي والخاص بعد أن اكتسبوا المهارة والتجربة والثقة التي منحتها لهم مجموعة الجديعي، بإشراف مباشر من رئيس مجلس إدارتها ومهندس أفكارها علي عبدالله الجديعي.
ولا شك أن ما تمتع به الأستاذ علي الجديعي من فكر نيّر استطاع أن يحول هذا الكيان التجاري السعودي إلى كيان عربي ودولي؛ حيث توجد وتمتلك المجموعة أصولاً صناعية وعقارية في الصين واليابان وكوريا وسويسرا وألمانيا، وتوجد في معظم الدول العربية، وتحديداً في المغرب؛ حيث تمتلك المجموعة أكبر مركز تجاري في إفريقيا، وتمتلك مجموعة من الأصول العقارية ذات الطابع السياحي والسكني المحافظ على البيئة الإسلامية العربية الأصيلة. وأذكر أن الصديق علي الجديعي أسَّس أول منشأة صناعية في كوريا منذ أكثر من عقدين من الزمن، وكان يذهب إلى كوريا في كل شهر مرتَيْن؛ ليثبت أن الإنسان السعودي قادر على صنع الكيانات التجارية العملاقة في أي مكان في العالم. أما اليوم فتعد مجموعة الجديعي واحدة من أركان الاقتصاد السعودي؛ لما تتمتع به تنوع في اتجاهاتها التجارية، بل إنها ترتكز على قاعدة صناعية قوية، كما أن القطاع العقاري يشكل نحو 50 % من أصولها وثوابتها.
والأخ علي الجديعي شخصية جادة ومحبة لوطنه وفخور به.. وأجدها فرصة سانحة للحديث عما يكنه هذا الرجل لوطنه وأبناء مجتمعه، وحرصه الدائم على المشاركة في المناسبات والتظاهرات الوطنية؛ فهو رجل يعشق وطنه، ودائماً ما يتحدث عن إنجازات هذا الوطن وقادته، كما أنه يهتم بالشباب وإيجاد السبل الناجعة لتوظيفهم وصقل مواهبهم. ولعل مجموعة الجديعي أنموذجاً حياً لاستيعاب الشباب السعودي؛ حيث إن المجموعة تضم بين جنبات مواقعها الكثير من الشباب السعودي، الذين أثروا بجهودهم مسيرة العمل بالمجموعة، بل حتى أني أذكر حديثاً لسعادته أثناء ترتيبه لافتتاح أحد الأسواق التجارية التابعة للمجموعة في المملكة المغربية الشقيقة، عندما قال: «إنني أميل جداً إلى عملية الاعتماد على الشباب السعودي للإشراف المباشر وإدارة المول التجاري بالمغرب، لا لشيء إلا لنثبت للإخوة العرب والأجانب الذين يتوافدون على هذا المول أن هذا الصرح يُدار بأيدٍ سعودية، تشرف على أعماله، وتلتمس حاجات رواده والمستفيدين من خدماته، وأن الطاقات السعودية مستعدة للعمل تحت تأثير أي ظرف متى ما هُيِّئ لها المناخ الملائم للعمل. وأنصح إخواني رجال الأعمال بإعطاء الشباب السعودي الفرصة الكافية».
وفي هذا السياق يقول عنه المحامي عبدالمجيد بن سليمان المهنا، وهو أحد الأشخاص الذين كانوا من المدعوين لهذا الحفل الكبير، وقد لازمه أياماً عدة في المملكة المغربية الشقيقة: «إن شخصية علي الجديعي شخصية تأسر المتلقي؛ فهو كبير بأخلاقه، وكبير بتواضعه، وكبير بإنسانيته ونبله، وأيضاً كبير في طموحاته.. أتمنى أن يقتدي الكثير من رجال الأعمال السعوديين والعرب بما يملكه هذا الإنسان الراقي من أخلاق وأدب يحضران ولا يغيبان أبداً عن شخصيته».
وأعرج على شيء مهم في شخصية هذا المتميز، ومن أهم السمات التي تتجلى في شخصه، وهو قدرته على انتقاد ذاته. ونقد الذات من الأمور التي تساعد على استيعاب الحدث السلبي، وتجاوزه وصولاً إلى النجاح. كما أن شخصيته تتميز ببحثه الدائم عن التطوير والإبداع والابتكار متأثراً بالمدرسة اليابانية في المجال التجاري؛ لأن له في كل مجالات الحياة جولة، وأهمها الإنجازات الإنسانية التي تعلو وتبرز في حياته؛ فهو يشرف بنفسه شخصياً على تقديم المساعدات للجمعيات الخيرية وللأسر المحتاجة، والمشاركة في بناء مساجد وترميمها، وكذلك لا يتأخر عن علاج المحتاجين من المرضى على حسابه.
وأخيراً، أتمنى من الله العلي أن أكون قد وُفِّقت في تقديم نبذة بسيطة عما تتمتع به شخصية الصديق العزيز على القلب والعقل، سائلين المولى - العلي القدير - أن يجعل ما يقدمه من أعمال البر والخير في ميزان حسناته.
م. السمان
msaman@alruya.com.sa