|
الجزيرة - عبدالله العثمان:
وقعت الشركة الوطنية للنقل البحري (البحري) مع كل من شركتي «أرامكو السعودية» وشركة «فيلا» - المملوكة لشركة أرامكو بالكامل البارحة على اتفاقيات الدمج لأسطولي وعمليات الشركتين وذلك في حفل أقيم بهذه المناسبة في فندق الفورسيزون بالرياض بحضور كل من رئيس «أرامكو» وكبير الإداريين التنفيذيين المهندس خالد الفالح ورئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للنقل البحري المهندس عبد الله الربيعان والرئيس التنفيذي لـ»البحري» المهندس صالح الجاسر وعدد من المسئولين من كلا الأطراف. وكانت الشركة قد أعلنت في يونيو الماضي توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «أرامكو» تضمنت التفاصيل المالية للصفقة حيث إن من المزمع أن تدفع شركة النقل البحري 4.9 مليار ريال لشركة «فيلا» عن طريق مدفوعات نقدية بقيمة 3.12 مليار ريال بالإضافة الى تقديم 78.75 مليون سهم جديد من أسهم شركة البحري. موضحة في بيان لها أن هذا الإجراء يأتي بعد موافقة مجالس إدارة كل من الشركة و»أرامكو السعودية» و»فيلا» على عملية الدمج.
وأوضح المهندس خالد الفالح بأن هذا الحدث يعد علامة فارقة في تاريخ صناعة النقل البحري في المملكة وانطلاقة جديدة لعملاق جديد في مجال النقل البحري في العالم, لافتا إلى أن شركة فيلا بدأت اعمالها في عام 1984 م وأنها كانت الذراع الرئيسية لنقل الزيت الخام ومشتقاته إلى انحاء العالم منوها إلى أن شركة «فيلا «حصلت على العديد من الجوائز والشهادات المعتمدة لتطبيقها أفضل المعايير الصناعية المعتمدة، وكذلك جوائز السلامة الدولية ومن بينها جائزة جونز ديفلين التي فازت بها 13ناقلة للزيت الخام من اسطول الشركة مشيرا الى ان فيلا وطنت وظائفها ونجحت في رفع نسبة السعوديين الى 20 بالمية على متن السفن. واضاف الفالح بأن هذه الشراكة سينتج عنها تكوين اضخم اسطول ضخم للنقل البحري باحتوائه على 77 سفينة عملاقة تمثل رابع اكبر شركة في العالم من حيث ملكية ناقلات النفط العملاقة, كما أشار الفالح الى ان هذا الاندماج يمنحهم قدرة كبيرة على المنافسة في الاسواق العالمية، كما تحقق المزيد من الكفاءة في خفض مصاريف التشغيل والصيانة ولتقليص المصاريف العامة المتكررة , مضيفا بأن وجود مثل هذه الشركة مهم ايضا لباقي القطاعات الاستراتيجية والتي تعتمد على النقل البحري مثل قطاع البتروكيماويات والصناعات التعدينية. ومن جهته القى الرئيس التنفيذي لشركة البحري المهندس صالح الجاسر في كلمة القاها هذه العملية بفضل الرؤية الصائبة والعمل المهني الدؤوب من جميع الأطراف. إنها لمناسبة حقاً تاريخية في مسيرة البحري ، كما أنها إضافة مميزة للاقتصاد الوطني وتعد مثلا يحتذى في التعاون ما بين الشركات الوطنية. وبين الجاسر بأن الصفقة تتضمن انتقال كامل اسطول فيلا المكون من (14) ناقلة نفط عملاقة مزدوجة التصفيح وناقلة نفط عملاقة تستخدم للتخزين العائم وخمس ناقلات منتجات بترولية مكررة، كما تشمل انتقال جميع أطقم ناقلات فيلا وعدد من العاملين في مكاتبها وجزء من أنظمة اعمالها بحيث يدخل كل ذلك ضمن هيكل البحري، منوها بأن شركة البحري ستصبح الناقل الحصري للنفط الخام المباع من قبل ارامكو السعودية على أساس التسليم للعميل بناقلات النفط العملاقة بموجب عقد الشحن طويل الأجل ووفق شروط متفق عليها تتمتع بموجبها البحري بالحماية عند هبوط أسعار الشحن عن حد أدنى متفق عليه (الحد الأدنى) ، أما إذا ارتفعت أسعار الشحن فوق حد معين آخر متفق عليه (حد التعويض) فستقوم البحربتعويض ارامكو السعودية عن المبالغ التي قد يكون سبق أن دفعتها للبحري عند انخفاض أسعار الشحن عن الحد الأدنى، مشيرا الى ان البحري بعد إتمام هذه العملية احتياجات أرامكو المستقبلية التي تقدر بما يقارب (50) ناقلة نفط عملاقة عبر توظيف أمثل لأسطولها المملوك الذي سيبلغ (31) ناقلة نفط عملاقة واستئجار ناقلات أخرى وفق الحاجة، وأضاف الجاسر بان البحري وفيلا اتفقتا على مناقشة ترتيبات مؤقتة لتشغيل ناقلات النفط الخام العملاقة التي تملكها البحري ضمن برنامج أرامكو السعودية لنقل النفط عبر ناقلات النفط الخام العملاقة، وسيتم العمل بهذه الترتيبات المؤقتة، اعتباراً من 19 صفر 1434هـ الموافق ا يناير 2013م وحتى يبدأ العمل بعقد الشحن البحري طويل الأجل وفقاً لنفس شروط اتفاقيات عملية الدمج، مؤكدا في الوقت نفسه الى بروزها كأكبر عملاء البحري ، حيث ستكون أرامكو السعودية بعد إتمام هذه الصفقة مالكاً لـ (78.750.000) سهماً جديداً تصدرها البحري تمثل ما نسبته (20%) من كامل أسهم الشركة بعد عملية الإصدار وسيكون لها تمثيل عادل في مجلس إدارة البحري. ونوه الجاسر بأن أرامكو السعودية ستواصل إدارة جميع اعمال تسويق وبيع النفط الخام مع عملائها مباشرة فيما ستتولى البحري تقديم خدمات شحن موثوقة لأرامكو السعودية، لافتا الى أن الطرفين سيقومان باستكشاف مزيد من الفرص المجدية لتوسيع التعاون بينهما في مجال الأنشطة البحرية مؤكداعلى ان إتمام هذه العملية سيؤدي الى تخفيف اثر تعرض البحري لتقلبات أسعار نقل النفط الخام وتحسين العوائد لكافة مساهمي الشركة. وأوضح رئيس مجلس ادارة شركة البحري المهندس عبدالله الربيعان بأنه في شهر يونيو من هذا العام توصلت «البحري» إلى اتفاق مع شركائها في شركتي أرامكو السعودية وفيلا البحرية العالمية على صيغة مذكرة تفاهم غير ملزمة لدمج أسطولي وعمليات البحري وفيلا. مؤكدا أن الاندماج بين شركتي «البحري وفيلا» يعني بزوغ شركة وطنية رائدة (Champion) على المستوى العالمي في مجال النقل البحري، حيث تقوم بدور وطني رائد يطور صناعة نقل بحري وطنية مزدهرة و تسهم في إيجاد الوظائف وفرص الأعمال التجارية، كما يعني ذلك أيضاً أن تكتسب «البحري» المزيد من القوة والتنوع والارتقاء، وأن تكون جاهزة لتلبية احتياجات شركة أرامكو السعودية وعملائها الآخرين. واضاف أما من حيث القيمة الحقيقية فإن هذا الاندماج سوف يضاعف من حجم الضائع المنقولة وإيجاد أسطول رائد على مستوى العالم ، وليصبح ترتيب البحري الرابع عالمياً من حيث حجم أسطولها المملوك من ناقلات النفط الخام العملاقة، كما أن دمج الموظفين والموارد والأساطيل تحت مظلة واحدة سوف يعزز من قدرة الشركة على مواجهة التطلعات الحالية والمستقبلية المتنامية للعملاء في جميع أنحاء العالم. ويقدم فرصاً هائلة للنمو، مما يُسهم بتعظيم العائد لمساهمي البحري .