عين دار، هجرة تاريخية من منازل قبيلة بني عبد قيس، نظراً لأنها كانت واحة غناء في منطقة تعد من أفضل منازل العرب لوفرة مياهها ومراعيها الخضراء ولوجود عين ماء عظيمة دفاقة سميت عين دار نسبة إلى المنطقة، حسب الباحث الأثري والمؤرخ السعودي عبدالخالق الجنبي في مقابلة مع الزميلة (الشرق الأوسط).

***

الباحث الجنبي الذي أيضا تطرق لتاريخها القديم وما وجد من آثار تعود لعصور ضاربة في القدم (12000 سنة)، ذكر أنها جذبت إليها قبائل عدة في العصر الحديث كالهواجر والعجمان وبني مرة. كما أن المؤرخ الشهير ياقوت الحموي وصفها بأنها من أجمل منازل العرب وأغزرها ماء. هذه إشارات سريعة أحببت أن أوردها نقلا عن أهل الاختصاص ولأن التاريخ جذور ومكون رئيس للهوية والحضارة. عين دار كانت تعيش يومها بكل هدوء بسكانها (8000 نسمة) الحالمين بخدمات وسبل عيش يستحقونها مثل غيرهم، هي وبقية القرى والهجر المتناثرة في المنطقة، حيث لا مركز للدفاع المدني أو الشرطة ولا للهلال الأحمر، إضافة إلى أسلاك الضغط العالي الكهربائية التي تمر فوق البيوتات والمنازل بما تحمله من تهديد لسلامة سكان الهجرة. كل هذا وهي تجاور أضخم حقل نفط في العالم وهو حقل الغوار، فأين حس المسؤولية الاجتماعية لدى أكبر شركة نفط في العالم (من حيث الإنتاج)؟!، وهل هذا من الوفاء لسكان وهجر وقرى تسكن فوق حقول الذهب الأسود. إن من أقل الحقوق لأهل هذه الهجر والقرى أن ينالهم شيء مما تخرجه الأرض من خير عظيم على هيئة خدمات أساسية من مراكز صحية وتعليمية، ومن منشآت اجتماعية وترفيهية بأعلى المواصفات من حيث الجودة والسلامة، من طرق ومحطات كهرباء آمنة، ومن كل ما من شأنه أن يوفر بيئة آمنة اجتماعياً ومعيشياً. هل هذا كثير على (أرامكو) لمن تعمل بينهم وفي قراهم وبلداتهم؟ وهي الشركة العملاقة التي ينظر إليها السعوديون بأنها كيان عملاق وأفضل بيئة عمل عرفوها، عملت فيها ولا تزال أجيال متعاقبة حملت ثقافة عمل وانضباط تفتخر بها. بصمات هذه الشركة وإسهاماتها التنموية والاجتماعية ماثلة إلى الآن في (الخبر) و(الظهران)، من خلال التخطيط المتقن للشوارع والمباني والمدارس التي وكأنها بنيت حديثا وهي مبنية منذ عقود. إذا فالعتب على قدر المقام، وحكومة المملكة تبذل الموازنات الضخمة للمشاريع الخدمية المختلفة ولكن القطاع الخاص والكيانات الاقتصادية الأخرى ومنها (أرامكو) وشركة الكهرباء وشركات الاتصالات و(صاحبة الذكر الطيب) البنوك، ووكلاء السيارات الذين لا يشبع نهمهم شيء، كل أولئك ومن في حكمهم عليهم مسؤولية اجتماعية، برد شيء من الجميل لمن يعمل لهم أو يدخل في خزائنهم الأموال، أو يقع في نطاقهم الاجتماعي والجغرافي. رحم الله من توفي في عرس عين دار التي كانت منسية غافية في حضن الزمن لولا قدرلله الذي نبهنا لها ولأهلها الصابرين.. ويا (أرامكو) ردي الجميل لأهل (الدار).