استيقظت مدينة الرياض على غير ما عهدها أهلها وساكنوها، إذ خيّم الحزن والألم مدينتنا الحبيبة بمصاب جلل، حيث فقدنا قرابة الثلاثة وعشرين عزيزاً وحبيباً إثر انفجار ناقلة غاز على تقاطع طريق خريص مع طريق الشيخ جابر بشرق الرياض، نتيجة تهوُّر وإهمال سائق الشاحنة الذي ضرب بجميع أسس ومبادئ السلامة عرض الحائط مستهتراً بأرواح الأبرياء من المواطنين والمقيمين، مسبباً كارثة ودماراً في الأرواح والممتلكات ونفوس مؤمنة أزهقت بغير ذنب، فاجعة ليست على الرياض فقط بل على جميع مدن المملكة، والمصيبة أنّ أثرها ليس على ذوي المتوفين والمصابين فحسب، وإن كان أثرها أجسم عليهم، ولكن هي تطال كل مواطن، فما إن وقع الانفجار إلا وتهارع أبناء الرياض للنجدة والإنقاذ جنباً إلى جنب مع الجهات الحكومية، يسعفون مصاباً وينتشلون منكوباً ويغيثون مصدوماً من هول الفاجعة رجالهم ونساؤهم ضاربين بذلك أروع أمثلة الإخاء والمواطنةـ، مخففين عن ذوي القتلى همهم ومواسين المصابين بكربهم، راجين بذلك أن تنقشع الغمة عن مدينتهم التي ملأ الحزن وهول المصاب أرجاءها وآفاقها، فكم عيون دمعت وقلوب انفطرت لهذا المصاب، فمن عشق الرياض وبين مشاعر حزنها، وإنْ كنت في أقصى الأرض كان تأثري كبيراً، سائلاً الله جلّ جلاله أن يجعلها خاتمة أحزان هذه المدينة الحبيبة لسكانها والمستفيضة بعاطفتها وجمالها عليهم. وعزاؤنا أن يتقبّل الله المتوفين شهداء عنده وأن يعجِّل بشفاء المرضى والمصابين، مذكِّراً بقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
وارسو