فاصلة:
((عواقب الغضب أشد خطورة من أسبابه))
- حكمة يونانية -
كارثة الغضب ليس في الانفعال والسلوك الذي ينتج عنه في حينها إنما مشكلته في أننا حين لا نعبّر عنه يستعبدنا ولا نرتاح إلا بالتحرر منه.
ولنتحرر من الغضب لا توجد سوى طريقتين إما أن نخبر الشخص الذي أغضبنا بأننا منه غاضبون ونذكر السبب وهذا ليس سهلاً في تعاملنا مع بعض الأشخاص الذين يصعب تقبلهم لأي انتقاد أو تحمل للمسؤولية.
الطريقة الثانية والتي أجدها مناسبة أكثر ومريحة أن نسأل أنفسنا وحبذا نواجه أنفسنا في المرآة ما هو سبب غضبنا؟
نحن نغضب ليس لسلوك فعله الآخر فأزعجنا إنما لتفسيرنا للسلوك حسب قناعتنا وحين لا نعبّر عن غضبنا ننتقل إلى الانتقام ونبدأ في التفكير في كيفية الرد للتخلص من الغضب مع أننا هنا ندخل في دائرة من الطاقات السلبية.
جرب مرة إذا غضبت من شخص ما أن تسأل نفسك ما هو تفسيرك لما أغضبك وستجد أنها فكرة متولدة من قناعاتك وهي فكرة غير صحيحة فصديقك لم يدعك إلى منزله مثلاً ودعا جميع الأصدقاء ليس بالضرورة أن يكون السبب كما توقعته بأنه تعمد إهمالك، وقناعتك أن الأصدقاء الحقيقيين لا يهملون الدعوة مثلاً، وغضبت لأجل ذلك إذ ربما اكتشفت أنه قد دعاك بشكل أو بآخر ولم تصل إليك الدعوة.
من المهم ألا نترك قناعاتنا تتحكم في تصرفاتنا وسلوكايتنا لأنه ليس بالضرورة هي قناعات صحيحة.
جربوا أن تتحروا من الغضب، الحياة لا تستحق هذا الكم من التدقيق في سلوكيات الآخرين لأنها بسيطة ونحن الذين نسبغ عليها تعقيداتنا وبالتالي يصعب علينا التمتع بوقتنا فيها.
nahedsb@hotmail.com