|
الجزيرة - يحيى القبعة:
أكد خبراء نفطيون أن الاقتصاد السعودي قادر على تجاوز أزمة تباطؤ النمو في صناعة التكرير في المدى القريب. وأرجعوا أسباب الانخفاض في معدلات النمو إلى عوامل متعلقة بالأحوال الجوية والطبيعية، التي أحدثت بعض الأضرار على الشركات المستثمرة بهذا المجال، مشيرين إلى أن الشراكات والصفقات القائمة بين الجانب السعودي والأجنبي لن تتأثر بهذا الأمر. وقال الخبير النفطي حجاج بوخضور أن صناعة التكرير سينحسر نموها قريبا وستتباطأ بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، مرجعا ذلك لعدة عوامل من بينها الإعصار الأخير الذي ضرب الساحل الشرقي لأمريكا، مما أدى إلى حدوث شلل في حركة النقل وبالتالي إلى تراجع في الكميات المنتجة من الوقود. واعتبر بوخضور أن الأعاصير دائما ما تتسبب في إرغام الشركات النفطية على التوقف، وذلك خوفا من حدوث عطب أو أعطال فنية قد تضر بأبراج التكرير، وبالتالي خلق مخاطر كبرى على المستوى الإنتاجي على الجانب الكلي أو الجزئي. وذكر بوخضور أن الأحوال الجوية وأحوال المناخ لها تأثير ملحوظ في هذا الجانب، حيث أشار إلى أنه سيكون هناك انخفاض في كمية الإنتاج بالنسبة للشركات النفطية، معللا ذلك لقلة برودة الشتاء في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، مما يقلل من حجم الطلب على وقود التدفئة من قبل المستهلكين. وفيما يتعلق بتأثير هذه العوامل على الاقتصاد الخليجي والسعودي بشكل خاص، باعتبار أن دول هذه المنطقة تعتمد بشكل كبير على الثروة النفطية، أوضح بوخضور أن الاستثمار في المجال البترولي تحكمه العوامل الإستراتيجية، مشيرا إلى أن النهج الذي تسير عليه السعودية يمثل نهجا صحيحا وسليما، كونها أكبر بلد منتجة للطاقة النفطية في العالم، مما يعني أن السياسة التي تتبعها في هذا المجال تساعدها على جني الأرباح، وتقليل حجم الخسائر المتوقعة عبر توظيف الاستثمار بشكل يتواءم مع التغيرات العالمية. وأبان أن الانحسار في صناعة التكرير، لن يؤثر على الشراكة القائمة بين الشركات السعودية والشركات النفطية الأخرى، معتبراً أن الشراكة تعد أمراً مهما بالنسبة لكافة الشركات، وتوقع بوخضور عدم حدوث تراجع في مسألة الشراكات بين السعودية والشركات الأجنبية، نظراً للفوائد الكبرى المرجوة التي يطمح لها المستثمرون والمتمثلة بتقليل التكلفة، وزيادة الإنتاج، والاستفادة التكنولوجية من خلال استكشاف آخر التقنيات التي تم التوصل لها. من جانب آخر، أفاد المختص فقطاع الطاقة سداد الحسيني أن إعصار ساندي ستؤثر سلبا على صناعة النفط، مما يحدث تراجعا في معدلات النمو، موضحا أن الشركات الأكثر تضرراً هي التي تقع على الساحل الشرقي المواجهة للإعصار. وقال الحسيني إن الاقتصاد السعودي لن يتأثر كثيراً بهذا التباطؤ، وذلك بسبب حرص المملكة على توفير المناخ الملائم لهذه الصناعة، ودعمها بشكل قوي، والمحاولة في التصدي لكافة الأزمات في شتى صورها.
وكانت شركة رويال داتش شل قد حذرت من قصر عمر طفرة التكرير التي تعيشها شركات النفط حاليًّا متوقعة أوقاتًا صعبة قد تواجه المجموعات النفطية.