صباح الخميس صحت الرياض على كارثة انفجار صهريج الغاز، الموقع الذي شهد الحادث سبق الكتابة عنه والتحذير منه، في هذه الزاوية كتبت مقالين حول خطورة الوضع المروري به، وأيضا الزميل سليمان الفليح قبل نحو ستة أشهر حذر من وقوع كارثة، لكن يبدو أن الجهات الرسمية وأولها المرور لا يكترث بما يقوله المواطن

.. وحينما تحدث الكارثة يبحثون عن مبررات.

** وأنا اليوم وعبر هذه الزاوية أقول للمرور وللدفاع المدني انتظروا مثل هذا الانفجار داخل الحي السكني وهو أمر غير مستبعد إطلاقا - لا سمح الله - لأن الشاحنات بما فيها حاملات الغاز والمواد الكيماوية تسير بأعداد هائلة وسط حي النسيم الشرقي وتحديداً شارع أبي الأسود وشارع أبي هريرة وشارع سبأ، وهي شوارع مزدحمة، أيضاً تسير هذه الشاحنات من طريق وسط ورش صناعية قريبة من طريق خريص مخصصة للحدادة غالباً والشرر يتطاير منها والشاحنات تسير بينها!!

** المشكلة والخطر الذي تحدثنا عنه سابقاً يتلخص في توجيه جميع الشاحنات وبأنواعها وبحمولاتها الخطرة وغير الخطرة إلى طريق واحد ينتهي بحي النسيم، وهو الطريق الدائري الثالث الذي توقف به العمل منذ نحو أربع سنوات، وتضطر الشاحنات إلى الدخول إلى الأحياء عبر شوارع ضيقة، وفي موقع الانفجار تحديداً الطريق ضيق وتتزاحم فيه الشاحنات مع وجود انعطاف إجباري لليسار مما يعرض الشاحنات للاصطدام أو الاحتكاك بأعمدة الجسر، وهو ما حدث مع الصهريج.

** مئات الحوادث تحدث بسبب هذا الاختناق بين شاحنات وبين سيارات صغيرة وأتحدى المرور أن يعلن بكل شفافية الحوادث التي وقت بالموقع والمواقع المحيطة وبسبب الشاحنات، ومما - زاد الطين بلة - أن المرور بات يتساهل في مخالفة الشاحنات ليس من حيث الدخول بغير الأوقات المسموحة وهو أمر محير صراحة، وإنما من حيث السماح للشاحنات بعكس السير على طريق سبأ للوصول إلى طريق أبو الأسود الدولي، وبالطبع لا ننتظر من المرور الاعتراف ولا الكشف عن السر الذي يجعل بعض الشاحنات تتجاوز إلى طريق خريص بالأوقات غير المسموح بها، ودون أي تصنف لنوع الحمولة ومدى خطورتها.

** وكما ذكرت يجب أن تعالج هذه المشكلة الخطيرة، وأن يجنب سكان الحي خطراً محدقاً بهم بأي لحظة، وخصوصاً أن الطريق الدائري الثالث الذي أنفق عليه ملايين الريالات أصبح هو نفسه مشكلة وليس حلاً، ما لم يتم إنهاؤه بالكامل.