يُشكِّل أنصاف وأرباع وأشباه المتعلمين الذين حصلوا على شهادات دكتوراه مضروبة خطراً كبيراً على تنمية أي مجتمع، خصوصاً عندما يتصدى هؤلاء لمسألة توجيه الرأي العام وصناعة القرار. في الغالب حصل هؤلاء على شهاداتهم العليا من جامعات تُمارس عملها في الظلام، أو من جامعات تحوّل فيها التعليم العالي إلى تجارة رابحة. هناك اليوم جامعات تنظر إلى الطلاب الباحثين بأي ثمن عن شهادة الدكتوراه باعتبارهم بقرةً حلوباً، لذا فهي تُيسر لهم الحصول على الدكتوراه بأقل جهد، وأحياناً بلا جهد. وفيما مضى من الوقت كان هؤلاء الأكاديميون المُزيفون يجدون أفضل الفرص الوظيفية، لكن لماذا يصر البعض اليوم على الحصول على الدكتوراه، وهو يعلم يقيناً أن وزارة التعليم العالي لن تعادلها، وأن وضعه الوظيفي والمالي لن يتغير؟ الإجابة ببساطة هي أن شهادة الدكتوراه أصبحت اليوم جزءاً من الديكور والإكسسوار الاجتماعي فقط.
في المجتمعات المُتخلفة يجد حملة الدكتوراه طريقاً إلى مكانة اجتماعية ووظيفية مرموقة دون أن يتعرضوا لأي فرز أو فحص. تخيّل بعضهم تخرَّج طبيباً دون ممارسة الزمالة، وبعضهم لم تتجاوز إقامته في بلد الدراسة أكثر من شهر واحد حصل بعدها على درجة الدكتوراه، والبعض الآخر لم يدرس مقرراً واحداً في مرحلة الدكتوراه، أما الرسالة العلمية فيُمكن تحضيرها بسرعة تفوق سرعة تحضير الأندومي (د. موافق الرويلي)، وبعضهم يذهب في الصيف فقط للسياحة والدراسة (حج وبيع مساويك).
وزارة التعليم العالي (إدارة معادلة الشهادات الجامعية) هي اليوم خط دفاع الوطن ضد هذا الزيف والردح الأكاديمي، إنها نظام (ساهر) في التعليم العالي.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود