اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وهي لغة الدين والقرآن والتراث العلمي التليد، المتنوّع الممتد في عمق الزمن أكثر من ستة عشر قرناً لم تضق طوال هذه المدة بتدوينه، وكان للغة العربية انتصار في حضارة العصر العباسي وفي حضارة الأندلس، وهناك مبادرات كثيرة رسمية ومؤتمرات وندوات تخدم اللغة العربية، وتسهم في تفعيلها وجعلها لغة للعصر الحديث، وتشمل مجالات متعدّدة منها التعليم والإعلام والبحث العلمي واللسانيات والترجمة والتعريب، مع ربطها بالتقنية الحديثة.
ولقد ألزمت هيئة السياحة والآثار الفنادق في بلادنا ومأموري الهواتف في الفنادق، بالرد على الاتصالات باللغة العربية أولاً، ثم بأي لغة عالمية أخرى لمن لا يتحدث اللغة العربية، لكن شيئاً على أرض الواقع لم يتغيّر للأسف، فلقد أقمت في عدّة فنادق في كلٍّ من مكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام وغيرها، فكان الرد باللغة الإنجليزية، وأسأل عن سبب عدم الرد باللغة العربية، فيكون الجواب أنّ الفندق يلزم ويفرض ذلك.
إنّ الفنادق في جميع العالم ترد أولاً باللغة الوطنية ثم باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها.
نأمل من القائمين على فنادقنا وهيئة السياحة، الاهتمام بهذا الموضوع ودعم لغة القرآن الكريم والإسهام في تفعيل ذلك، وأن تقوم بجهد مشكور في هذا المجال، وأن نرى الصحف السعودية في واجهات فنادقنا التي تخلو منها للأسف الشديد، وألاّ نغرِّب اللغة العربية في موطنها، وهي اللغة التي تحرّك وجدان كلِّ عربي ومسلم فوق هذه المعمورة ... حقق الله الآمال.
عضو جمعية التاريخ بجامعات دول مجلس التعاون
باحث في أدب الرحلات