«لكي تمنع الحريقَ تعرَّف على مصدر الشرارة»... هذه المقولة لا تصدق فقط على الحريق المادي، بل هي أكثر صدقًا أيْضًا على الحريق المعنوي!
قبل أيام كنت أتحدَّث إلى رئيس تنفيذي بارز في إحدى الشركات السعوديَّة، حول أثر ضعف الرقابة على القطاع الخاص وتسببه في خلق فجوة سحيقة بين التجار والمواطنين، تعدتها إلى فقد الثِّقة في أداء مؤسسات الدَّولة الرقابية والوصول إلى قناعة أن التجار -خصوصًا الكبار منهم- فوق القانون!
لم يكدْ صدى حديثنا يرتد حتَّى استيقظنا على فاجعة انفجار صهريج الغاز في مدينة الرياض والذي أزهق أنفس بشر وأصاب أضعافها... وازداد الألم بانتشار مقطع يوتيوب لمواطنين تجمهروا حول ركام إحدى الشركات القريبة من موقع الحادث يلتقطون ما غلا وخف حمله دون أن يجدوا من يردعهم أو ينصحهم بأن ما يحدث سرقة في وضح النهار وفي وقت بلاء يحسن بأمثالهم أن يكونوا فيه الحافظ لحقوق الآخرين.
أكاد أجزم يقينًا أن مثل هذا الحادث لو وقع في منزل مواطن أو مقيم لما رأينا استباحته بهذا الشكل المؤلم، ولو وجد من يتجرأ حينها بارتكاب مثل هذا العمل فسيجد أكثر من شخص يردعه... إذن يحقُّ لنا التساؤل اليوم: أليس ما يحدث نتيجة للفجوة العميقة بين التجار والمواطنين، وقبل ذلك نتيجة لضعف الجهات الرقابية التي يشعر كثيرٌ من المواطنين أنها عاجزة عن إنصافهم أمام تجاوزات بعض التجار والشركات، والشعور المبطن لدى كثير من النَّاس أن ما يحول بينهم وبين الانقضاض على بعض هذه الشركات هي الفرصة... هذه إشارة للبيب لعلَّه يفهم... فالثمنُ سيدفعه الجميع المحسن والمسيء! دمتم بودٍّ وإلى لقاء.
عبر تويتر: fahadalajlan@