كما كان متوقعاً، فشلت كل المناطق في إسعاد العائلات التي توجهت لها لقضاء إجازة عيد الأضحى، على الرغم من الفواتير الباهظة التي دفعتها تلك العائلات للوحدات السكنية أو للمطاعم أو للمراكز الترفيهية.
الشهادات التي وصلتنا، بعد عودة الأهالي لبيوتهم، أن إيجاد سكن ملائم في الشرقية أو القصيم (وهما المتنفسان الأبرز في إجازة الحج) أشبه بالمستحيل، وأن ثمة وحدات سكنية أقرب ما تكون لاستراحات الطرق البرية وتفوح منها الروائح الكريهة ولا تملك الحد الأدنى من المقومات السكنية، كانت تؤجر بالواسطات وتقبيل الخشوم! وهناك شهادات أخرى عن أن لا أحد من القطاعات المعنية بالعناية بزوار المنطقتين موجود على رأس الخدمة، وكأنهم تركوا المنطقة لمستثمري الوحدات السكنية والمراكز الترفيهية والأسواق والمطاعم، ليفعلوا ما يحلو لهم بهؤلاء السياح الذين اختاروا وطنهم ليضخوا فيه ميزانيات إجازتهم.
مخجل أن نظل نتعامل مع هذه القضية الملحة، بهكذا سلبية. فالكثيرون ليست لديهم القدرة على السفر لدبي أو شرم الشيخ أو المنامة، أو لا يرغبون في السفر إلى تلك المدن التي لا تتوافق مع متطلبات سياحتهم، فلماذا نجعلهم يدفعون ثمناً غالياً لبقائهم في ربوع بلادهم؟! مخجل ألاّ نجد من يقف بكل حزم، لكي يصلح الواقع المرير للسياحة الداخلية. أيجب أن نمنع المسؤولين عن السياحة الداخلية من السفر للخارج، ليصلح شأنها؟!