الرياض - الجزيرة:

قالت الدكتورة مها بنت عبدالله المنيف المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني الذي تشارك به جامعة الأميرة نورة في مؤتمر الطفولة إن هذا المؤتمر يعد مرآةً حقيقية تعكس لنا كمهتمين وممارسين الواقع الحقيقي الذي تعيشه الطفولة المبكرة في العالم في الآونة الأخيرة. وهذا من شأنه تسهيل وتسريع تحقيق الأهداف الرامية إلى حماية الطفولة وبناء الإنسان على أسس علمية صحيحة سواءً من الناحية النفسية أو الاجتماعية، في إطار الشخصية السوية والناجحة والتي تضمن لنا مجتمعاً واعياً وآمناً. وهذا ما أكدت عليه الأمم المتحدة عندما اعتمدت الأهداف الإنمائية الألفية واتفقت غالبية الدول الأعضاء على تحقيقها بحلول عام 2015م. وقد تضمنت أهدافاً تصب في مجال الطفولة حيث أكدت على ضرورة تعميم التعليم الابتدائي والعمل على خفض نسب وفيات الأطفال من خلال العديد من البرامج الوقائية والإنمائية.

وأشارت إلى أن مرحلة الطفولة المبكرة تعد من أهم المراحل في حياة الإنسان. فيها تتبلور معظم الصفات الشخصية للفرد وعناصر نموه منذ بداية حياته، إضافة إلى أنها تتضمن العديد من المفاهيم والقضايا المتأصلة في الإنسان كالتعليم والثقافة والصحة والتغذية والسلوك الاجتماعي والنفسي. والتي لا يمكن إهمال أي جانب منها، ولابد من التعامل معها كوحدة متكاملة حتى نتمكن من تحديد حاجات الطفولة المبكرة ومن ثم إشباعها بالشكل الصحيح.

وقالت في تصريحها: إن الدراسات أثبتت مؤخراً أن تعرض الطفل للإساءة والإهمال في فترة مبكرة من طفولته لا يؤثر في عدم نماء شخصيته فحسب بل قد يجعله ذلك عرضة للإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية عند الكبر. واختتمت تصريحها بالقول: ومن هذا المنطلق كانت مشاركة برنامج الأمان الأسري الوطني في هذا المؤتمر والتي تضمنت ورشة عمل حملت عنوان (المهارات المتقدمة في الكشف عن قضايا إيذاء الأطفال وآليات التعامل معها). حيث لمسنا من واقع العمل المهني أن هناك احتياجاً كبيراً لمعرفة المزيد من المهارات التي تقود المهنيين المتعاملين مع الأطفال إلى اكتشاف حالات إساءة الأطفال ومن ثم التعامل معها بالطرق المهنية الصحيحة.