يعتقد كثير ممن يتابع الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن المرشحين الوحيدين للرئاسة هما مرشح الحزب الديمقراطي الرئيس الحالي باراك أوباما، ومرشح الحزب الجمهوري السيد ميت رومني، ومعهم الحق في ذلك، فوسائل الإعلام العالمية، وحتى الأمريكية تركز تغطيتها الحصرية على مرشحي الحزبين الرئيسن في أمريكا، وتتجاهل بقية المرشحين، نعم بقية المرشحين، وهم كثر، لأن أملهم بالفوز شبه مستحيل حسب النظام الديمقراطي الأمريكي، فمن هم هؤلاء يا ترى؟!
يأتي في مقدمة هؤلاء السيد قاري جانسون، مرشح حزب الحرية، فهل سمعتم به من قبل؟ ثم هناك مرشحة حزب الخضر السيدة جيل ستين، وهي سيدة حديدية ومتميزة، ومتحدثة لا يشق لها غبار، وهناك السيد توم هافلين، مرشح حزب أمريكا، والسيد مارلين ميلر مرشح حزب الرأي الثالث، في إشارة ضمنية إلى أن هناك رأيين فقط في أمريكا، هما وجهتي النظر الديمقراطية، والجمهورية! ثم نعرج على عضو الكونجرس السابق السيد فرجيل فود، مرشح حزب الدستور، ثم مرشح حزب العدالة، السيد روكي أندرسون، العمدة السابق لمدينة سولت ليك سيتي بولاية يوتا. فهل كنتم تعرفون عن هؤلاء؟ وهل تعتقدون أن هذه هي القائمة الكاملة لمرشحي الرئاسة بأمريكا؟!
لا ليس بعد، فهناك المرشح توم ستيفن، مرشح حزب الهدف، ثم مرشح الحزب الاشتراكي. ولا يراودني شك أن بعضكم سيتساءل عن مدى صحة وجود هذا الحزب في أمريكا، ونقول نعم، وقد رشح الحزب السيدة بيتا ليندسي للمنافسة على كرسي رئاسة أقوى دولة في العالم، وأيضاً تترشح الممثلة الكوميدية الشهيرة روزانا بار لرئاسة أمريكا! عن حزب السلام والحرية، والسيد أندري بارنيت عن حزب الإصلاح، وهو حزب كان له شأن في يوم من الأيام، ثم تلاشى خلال العقد الأخير، وهناك أيضاً مرشح حزب المساواة السيد جيروم وايت، فهل انتهت قائمة المرشحين؟!
لا، ليس بعد، فهناك عشرات المرشحين غير هؤلاء، ولا تتسع مساحة هذا المقال لسرد القائمة، فهل كان أحد منكم يتوقع أن هناك حزباً للعمال في أمريكا مثلاً؟! والجواب، هو نعم، ومرشح الحزب للرئاسة هو السيد جيمس هاريس. وبعد كل هذا، يظل السؤال الذي لن يجيب عليه أحد: لماذا ينحصر الفوز برئاسة أمريكا بمرشحي الحزبين الرئيسين، الديمقراطي والجمهوري؟ ولماذا يتجاهل الإعلام الأمريكي الحر الحديث عن مرشحي الأحزاب الأخرى؟! والإجابة تحتاج إلى إسهاب يطول شرحه، وخلاصة القول هي أن مقولة الزعيم البريطاني الأشهر ونستون تشرشل حول الديمقراطية قد تكون صحيحة إلى حد كبير، ومع ذلك فإنها تظل الأفضل في هذا العصر الذي نعيش فيه.
فاصلة: «تعني الديمقراطية ببساطة ضرب الشعب عن طريق الشعب من أجل الشعب»..... أوسكار وايلد.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2