** (.. لا ترهنوا أحلامَكم لسياسيٍ منتهــز ومؤدلجٍ مرتجز..يعِيثُ ذاك فنصفق ويعْبث هذا فنصدق.. ويقتسمان غنائــم التكاذب والتملق..).
** لم تكن جملةً عابرةً كتبها صاحبكم في صفحاته الثلاث عبر «الفيسبوك» و»تويتر»؛ فقد تداخل معه من أضاءت الكلماتُ استفهاماتٍ داخليةً في ذهنه حين حكت واقعًا أفرزته معطيات أزمنة النجومية السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية بما ومن فيها من مسرحياتٍ وأبطالٍ ومتفرجين تعاقبوا ويتعاقبون على ملء الفراغ القيادي بما يُشعِلُ الكفوف ويَشغلُ الرؤوس.
** استعاد ما قاله في ملتقًى ثقافي قريبٍ عن سقوط نظرية المجتمع المقولب المسكون بهواجس صياغة الحياةِ والأحياء على هيئة متماثلةٍ أو حتى متقاربة، وانتهاء الزمن الأبوي والعقل المؤَمّم، وانتفاء نظرية الجبر الاجتماعي لدوركايم وملحقاتها العربية و»المعرّبة».
** لا جديد في هذا الطرح إلا عجزُنا عن تمثله بالرغم من التمثيل بآفاقه وأنفاقه، ويوشك الواقعُ أن يشيَ بضديةٍ مقابلةٍ؛ حيث التكريسُ المتبِعُ والمبتدعُ للولاء المطلق باستلابٍ تكفُله التبعية، وتفكيرٍ تهدي إليه المسايرة حينًا والمتاجرة أحيانا.
** لا يعني المؤمنون بتجربةٍ ما في زمنٍ ما اقتناعًا بتميزها ورمزها الأبديين؛ ففيهم من يراهما مُنقذين من التردي الآنيّ ومن يظنهما مَنفذين نحو التحدي المستقبلي، وهاجسا اليوم والغد يبقيان مسيطرين ومتصدرين؛ فبهما تُمسرِحُ الحياةُ روايةَ الحاضر والمستقبل، وما يزال صاحبكم يعجبُ ممن لا يُعطون الأبعاد الفكريةَ حقَّها في علاج التأزيم العربي، وكأن مشكلاتِنا مرتهنةٌ بحلولٍ اقتصاديةٍ ومجتمعيةٍ نائيةٍ عن التأصيل والتفصيل الثقافي، أو كأن القرار السياسي والفتوى الدينية كفيلان بوضع حدٍ لما يعانيه الشبابُ العربيُّ من تيهٍ وغلوٍ وغليانٍ جعلته في وضعٍ مائجٍ، بل هائج.
** من يحكي عن الفساد يُرَمّزه في صورة مسؤولٍ وملمحِ مشروع، وقد يدعو إلى إبعاد هذا ومحاسبة ذاك؛ ومعه حقٌ لكنه ليس كلَّ الحق، ولو رده لجذوره لوجد فيه أبعادًا ثقافيةً ممتدةً في عمق التركيبة الأخلاقيةِ للناشئة الذين يتغذون على مدى الساعة بما ينتصر للعبادات دون المعاملات؛ وكأن الدين لا يحتفي بالصدق والأمانة والنزاهة وعدم استحقاق نصاب لوجاهة أو منصبٍ لتوجه، أو كأنه مقصورٌ على شكلٍ وهيئةٍ وطقوسٍ مُفرغةٍ من مضامينها العُلوية التي تُجرم فعلَ الزور وظلمَ الناس وبذاءةَ النطق والمنطق وتُحيل معظمنا إلى «مفلسين» ذوي أعمالٍ كالجبال لا تزنُ يوم الفصلِ كثيرا.
** هنا تبدو تداعياتُ «الانتهازية والارتجاز» في تضافر «السلطة والمرجعيةِ» على خشبة المسرح العبثي الذي يُطيل الأدوار ويؤخر الحوار ويَجهلُ أو يتجاهلُ الجماهيرَ خارجَه التي لا تهتمُّ بما يرويه المؤلف والممثل والمخرج متواترًا عن آبائهم عن جدودهم.
** المسرحُ العربيّ واحدٌ ولو تنوَّعت العُروض، والمصير العربيُّ متحدٌ مهما تباينت الفروض، ومؤشرات الأحداث المتتالية تشي بنزعِ الحصانة ورفع الوصاية وانطفاء زمن السائلين ليصبح الجميع مُساءلين، ومن يؤجل فهم هذه التبدلات فقد يفاجئه حُلمٌ يسكنُ منامه ثم يستيقظُ وقد أُسدلت الستارةُ وانفضّ النظّارة وساد الحصارُ مكان الحوار.
** التمثيلُ دورٌ والحقُّ أدوار.
ibrturkia@gmail.comt :@abohtoon