مليون سعودي ينفقون في دبي مليارات عديدة وفي الصيف أيضاً يتضاعف العدد عدّة مرات، لماذا؟ ما الذي يجده السعوديون في دبي لا يجدونه في الداخل؟؟؟
لن أمتدح دبي طمعاً في الفوز بجائزة الصحافة العربية (!!!؟؟؟)، ولن أجعل من محمد بن راشد رجلاً أسطورياً حتى أحظى منه بدعوة ! لكن هذا لا ينفي أنني اتخذت من الكتابة له على حسابه في تويتر وسيلة لتهديد موظفي رحلات الترانزيت حين بدر منهم تقصير في الخدمة!
ويبقى السؤال لماذا دبي؟؟
ما هذا السِّحر الجاذب؟
وما هو السر الذي يجعل أفواج السعوديين تذهب إليها كل إجازة وتنفق فيها (قاسمة الله ثم تعود)، دعونا نفكر معاً وبصوت مرتفع
البنية التحتية أم رخص الأسعار أم ثقافة دبي الاجتماعية؟
في الأغلب الأعم المحافظون هم الذين يتجهون إلى دبي؟ فعن ماذا يبحث المحافظون؟؟
المولات
في السعودية المولات كثيرة
كما أنها لا تقل كثيراً عن مستوى ما في دبي
أظن المولات ليست السبب !
الشقق السكنية
تمتلئ دبي بالشقق التي كلما ظننتها امتلأت قالت هل من مزيد!!
بينما في جدة والشرقية تجد الأُسر تضطر لأن تنام على الرصيف حتى ترتّب أمر عودتها من حيث أتت!! وإذا وُجدت فإنّ مستوى الشقق متدنٍّ قياساً على أسعارها الباهظة!
المطاعم
في دبي الأكل الشعبي له أماكن خاصة لكن ما يظهر وينتشر هو المطاعم العالمية، بينما تجد مطاعم الرز البخاري والبرياني تلاحقنا هنا في كل مكان !
لا تجد قائمة مطاعم متميّزة كما تجدها في دبي، وإن وجدتها فهي بضعة مطاعم عالمية تتناثر على استحياء بواقع فرع لكل مدينة كبيرة يصطف الناس حولها طوابير تتنوّع أصوات بكاء الأطفال مللاً وجوعاً!
في دبي الأمر مختلف في كل مول في كل تجمع ترفيهي تجد المطاعم المتنوّعة بأسعارها المعقولة، وهي الجاذبة للسعوديين مع الأماكن السياحية والحدائق والبحيرات وتسالي الأطفال.
منظومة سياحية متكاملة لا أظن أننا سنعجز عن إنشائها لكنها ستخسر عندنا، لن يقبل عليها أحد لأنها من الاختلاط المحرّم لكنها في دبي تدخل في باب الاختلاط الحلال؟؟
من سيغامر بمشروع سياحي واحد على غرار ما يقام في دبي، وهو يعلم أنّ زوّار دبي هم الذين سيدعون عليه وعلى ماله ويطلبون من الناس مقاطعته؟؟!!
المشاريع التي صار السعوديون يتزاحمون عليها في دبي كما كانوا قبل سنوات يتزاحمون في ماليزيا! لا يمكن إقامتها هنا.. أمرٌ محيِّر ومدهش؟؟
الترفيه والأنشطة
هذه معضلة اجتماعية، فالمجتمع الذي يخرج منه نفر كسروا مسارحنا ويقفون أمام عمل المرأة في بيع الملابس الخاصة والماكياج، ويجرمون من يدعو لقيادة المرأة للسيارة ويرمون المحصنات بأقذع الصفات، لأنهن يعملن مذيعات أو طبيبات أو أي اختلاط في عمل، هم أنفسهم اليوم يصوّرون زوجاتهم ويستخرجون لهن جواز سفر ليتمتعوا جميعاً بالمولات المفتوحة لأربع وعشرين ساعة والمطاعم المختلطة والمقاهي المكشوفة..
هم - وهذا من حقهم - فدبي مدينة ساحرة تستحق أن تُزار ولا يعيبها الآن إلاّ تزاحم السعوديين فيه - أولئك هم النفر الذين يتداحمون على مهرجانات دبي طمعاً بالفوز بالسيارات، يقفون أمام المذيعات المتبرِّجات يصطفُّون في طوابير مختلطة حول المقاهي والمطاعم!!
لماذا تصبح كلّ هذه الأفعال محرّمة حين يدخلون حدود السعودية، بينما خارجها يطيرون في الجو في البراشوت مع زوجاتهم ويركبون الخيل معهن على شواطئ المحيطات والبحار، كل هذه وغيرها كثير متع مباحة في الخارج وبمجرّد أن يقفوا عند مدقّق الجوازات فإنهم يستخرجون من جيوبهم أقنعة زاهدة في الحياة وملذّاتها لزوم الحياة في السعودية وصالحة لمقابلة الجيران والأقارب والزملاء في العمل!!
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah