مثير جداً أن يشير الأمير خالد الفيصل إلى أن الرقم الذي أعلنته مصلحة الإحصاءات عن عدد الحجاج غير صحيح! ولو أن كاتباً صحفياً قال هذه المعلومة لما صدقه أحد، أو لما التفت إليه أحد! أما الآن فالكلام صحيح مئة بالمئة، غصباً على الذي لا يرضى!
مصلحة الإحصاءات العامة تواجه مشكلة كبيرة، فهي تتعامل مع الأعداد بشكل وظيفي. أخصائي التعداد يمر على البيت، فإن لم يجد فيه أحداً رحل دون رجعة، مما يجعل هذا البيت وساكنيه خارج الإحصاء وخارج خطط التنمية! ولو تعي المصلحة حجم التضليل الذي تتسبب فيه أرقامها، لربما أعادت التفكير في إعطائنا أرقاماً صحيحة، نعتمد عليها في قراءة المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والأمنية. وهذا يقودنا لسؤال مهم:
- هل كل خطط التنمية كانت مبنية على أرقام مصلحة الإحصاءات العامة؟!
إذا كان الجواب: نعم فهذا يعني أن ما نعيشه اليوم من عدم وجود وظائف، وقلة المراكز الصحية، وازدحام السيارات، وتكدس العمالة هو نتيجة الأرقام التي قدمتها المصلحة لوزارة الصحة ووزارة العمل ووزارة التربية والتعليم والإدارة العامة للمرور. وإذا كان الجواب: لا، فعلى أية أرقام استندت الوزارات الموقرة في وضع خططها؟! في الحالتين، نحن نعيش أزمة كبيرة، فيما يتعلق بالإحصاءات، ويجب أن يتدخل أحد لدعم المصلحة بالطاقات البشرية الشابة والتجهيزات الحديثة اللازمة لتؤدي دورها في إعطاء أرقام صادقة!