فاصلة:
((أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر))
- حكمة صينية -
قبل الفضائيات لم نكن نعرف أن لدينا هذا الوقت والقدرة على الحوار لكي لا تخلو برامج المناقشات والحوارات من اتصالاتنا الهاتفية ومداخلاتنا.
وقبل «تويتر» لم نكن نعرف أننا محبطون ويائسون ونتناول أخطاء مجتمعنا بدراماتيكية غريبة.
هل نحن بالفعل لا نعرف أنفسنا، لا نعرف ذواتنا ولذلك فنحن نتحسّس من أي خبر يمسنا وأي خطأ ترتكبه أيٌ من مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية لدينا.
على سبيل المثال خبر أن السعوديين عددهم كبير في دبي والهالة التي تحدثت عن زيادة العدد ثم تصحيحه بعدد أقل تشبه أيام تندر بعضنا بجسر البحرين، وما كانت تشهده عاصمة البحرين من زيارة السعوديين لها حتى في عطلة الأسبوع.
هل تضايقنا فكرة أننا نهرب من بلادنا إلى خارجها لأننا لا نجد متنفساً من هواء خالٍ من اقتحام الخصوصية؟
هل يضايقنا عدم دعمنا للسياحة الداخلية فنُمارس تناقضنا في مدح برامجها ثم نسافر خارج البلاد أو نُمارس السخط وننتقد السياحة الداخلية، وأيضاً نسافر خارج البلاد.
أمثلة كثيرة حين أقرؤها أحتار فلا أعرف ماذا نريد!!
ورقة عمل قدَّمها الدكتور طارق الحبيب في ندوة نظَّمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عام 2003.. ورقة عمل تعرضت للجوانب السلبية من الشخصية السعودية.. يقول د.طارق الحبيب في جزء منها: ((الملاحظ أن الشخصية السعودية لا تُعبِّر عن أفكارها الحقيقية، وتضطر أن تلعب الدور الذي يجب أن تُمارسه أكثر من الدور الذي تحب أن تُمارسه.))
هذه النقطة أجدها مهمة، فنحن غالباً لسنا واضحين مع أنفسنا.
ما الذي نريده بالضبط من الدولة، ومن مؤسسات المجتمع حتى إننا لا نقبل بأي خطأ يتم، ونبالغ في تبعاته ونستشعر أنفسنا ضحايا؟
الشعور بالاضطهاد ونشر الطاقات السلبية سواء بالسخرية من خدمات مؤسسات بلادنا، أو من شخصية الإنسان السعودي لن تضيف شيئاً إلى الواقع، بل سيزداد الأمر سوءاً لأن طاقات الإحباط ستنتشر بشكل أكبر بينما الواقع أننا نتطور، وإن تعثرنا فهذه طبيعة طريق النجاح.
المبالغة وتضخيم الأخطاء تجعلنا أقرب إلى السخط الذي لا يُؤمل بأي تفاؤل بالغد.
nahedsb@hotmail.com