|
المشاعر المقدسة - محمد العيدروس:
أقر معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بوجود أسئلة تأتي وتربك فريضة الحج وتضع المشائخ في حرج جديد مما يؤدي إلى تعدد الفتاوى.. وقال معاليه في لقاء لـ»الجزيرة» ليلة أمس الأول من المشاعر المقدسة إن هذه الأسئلة تنطلق في الأغلب من جهلة.
وأكد آل الشيخ أن هناك توجيهات صارمة للدعاة بالانضباط في الفتاوى التي يقدمونها للحجاج وفقاً للأصول الشرعية. وقال وزير الشئون الإسلامية إن وزارته رصدت انخفاضاً ملحوظاً في المخالفات بشكل كبير، داعياً في هذا الصدد جميع المفتين والدعاة إلى الأخذ بمبدأ التيسير على الحجيج.
على الصعيد نفسه أكد وزير الشئون الإسلامية أن المملكة تتطلع أن يكون برنامج ضيوف خادم الحرمين في الحج رسل حق للحرمين الشريفين، وللدفاع عن النبي ويحقق غاياته النبيلة التي رسمها له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. وقال الوزير آل الشيخ: إن ضيوف المليك من 72 دولة في العالم نقلوا له امتنانهم وتقديرهم على ما وجدوه من دعم ورعاية.
إلى نص اللقاء:
* استضاف المليك آلاف الحجيج من 72 دولة في لفتة إنسانية إسلامية ما هي الأهداف المتوخاة؟
- نيابة عن المليك، يشرفني أن أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وندعو له بطول العمر وأن يبقيه دائماً ظلاً ظليلاً للأمة.. في هذا البرنامج لا يمكن وصف مشاعر الحجاج بعد أن أكملوا مناسكهم، كلها اعتزاز وحب وفخر للمملكة ودعاء للملك.. لديهم عزم على الدعوة للإسلام وعزم على الاهتمام بالدين.
نحن في الوزارة ننفذ هذا البرنامج للسنة الخامسة عشرة نتشرف به أولاً ونتطلع إلى أن يكون هذا البرنامج رسالة سنوية كبرى لكل الدول التي يستضيفها البرنامج وهي 72 دولة (40 دولة من آسيا والبقية من قارات أخرى).
نتأمل أن يكونوا رسل حق للحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية والدفاع عن الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم وبذل العلم في حكمة وعقلانية وحلم.. نتطلع إلى أن يحقق هذا البرنامج هذه الرسائل وأكثر في المستقبل ونحن -بحمد الله- راضون عن البرنامج وعن أهدافه وسبل تنفيذه، وتحقيقه لما نريده منه.
* تكثر في موسم الحج -تحديداً- تضارب الفتاوى وتعددها واختلافها.. مما يوقع الحاج في حرج هل وضعتم آلية تقنن هذه العملية؟
- الفتاوى ليس بها تعدد بالشكل الذي يخل بحج الحجاج أو يحدث ربكة به. حدث هناك تطوير للدعاة (عموماً) المشاركين في التوعية الإسلامية وعددهم أكثر من 600 داعية في المطارات والمنافذ البرية والبحرية وحول الحرمين الشريفين وفي الكبائن المخصصة وفي المشاعر المقدسة. وهؤلاء (جميعاً) لديهم توجيه صارم بالانضباط في الفتوى وفق الأصول الشرعية. لا أخفيك أنني قد التقيت بهم عدة مرات وأخبرتهم بالكيفية التي يتعامل بها مع أسئلة الحجاج.. فالحاج إما أن يسأل كيف يفعل، وإما يكون قد وقع في الفعل وانتهى ثم يأتيك ليسأل.
وإذا كان الحاج يسأل كيف يحج مثلاً.. فلابد من إرشاده بما دلَّ عليه سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-..
ومن النصيحة لمسلم أن ترشده إلى الكمال.. وكما قال صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني مناسككم».. وغالباً ما نرشد الحاج في كيفية حج النبي صلى الله عليه وسلم، ونعطيه أشرطة ومطويات، وهذا ولله الحمد أعطى نتيجة إيجابية في التوعية وأصبحت الأسئلة قليلة وتنخفض المخالفات، الآن الحاج أصبح يعرف ماذا يعمل.
* ولكن ما هي طبيعة الأسئلة التي تتسبب في تعدد الفتاوى؟
- الأسئلة التي تأتي وتربك فريضة الحج وتتعدد بها الفتاوى، تنطلق وتأتي من الجهلة لأن الجاهل يتصرف كما يشاء، وبالتالي يقع المشائخ في إحراج شديد.. فهذا الشيخ يجيبه بتصور وآخر يفتيه بشكل مختلف، ولكن لو علَّمنا الحاج كيفية أداء الفريضة بشكل صحيح، فالمخالفات تقل بشكل كبير وهو ما رصدناه مؤخراً.
وهناك فئة أخرى من الحجاج يسألون ويأتون للدعاة بعد أن يقعوا في المخالفات.. وهناك سعة في جميع المذاهب الأربعة للتخفيف على المسلم.. مثلاً يأتي حاجاً قائلاً: لقد حججت ولم أسعَ وذهبت إلى بلادي فوراً.
وهنا أقول لو أخذنا بقول الجمهور فالسعي ركن وهو ما يعني أن حجه باطلاً.. ولكن العلماء يأخذون بالقول الأخَّف وهو رواية عن الإمام أحمد ومذهب أبي حنيفة والحسن البصري فإن السعي واجب ويجبر بدم؛ ولذا نقول له أن حجك صحيح ولكن عليك أن تذبح وهنا يأتي التيسير.. إذاً فالتيسير يأتي بعد أن يقع الحرج.. ونقول له: لا حرج عليك.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «خذوا عني مناسككم». وحينما أتى الناس وسألوا: أنا رميت بعد أن أمسيت فقال.. (لا حرج).
وجاء عروه بن مطرف وقال.. أنا أفلتّ راحلتي ولم أدرك إلا في مزدلفه فقط. ولم أمرَّ بعرفة سوى مروراً فقال له حجك صحيح.
أقول إن الذي يسأل من الحجاج غير الذي يسترشد.
* ولكن بعض المخالفات الشرعية تكون كبيرة شرعياً ماهي الحلول؟
- أوصي جميع القائمين على الفتوى والدعاة في العالم الإسلامي أن يعلموا الناس السنة النبوية في الحج، باعتبارها سهلة وخفيفة وميسورة.. ولا يعني ذلك بالتأكيد أن نعلمهم المرخص والتيسير في البداية، كأن نعطيهم حجاً مشوهاً؛ لا.. إطلاقاً.. يحجون كما حج الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب التيسير عليهم.
كأن يأتي حاجاً قائلاً: غادرت مزدلفة قبل منتصف الليل؟.. فماذا يعمل؟!..
هل نوجب عليه، فقد يكون فقيراً..
هذه المفاهيم أعطيناها الدعاة تفصيلاً.. وقد خففت كثيراً من الاختلافات.