(إسرائيل تبقي على حصارها على غزة وتعتزم مواصلة ظلمها للشعب الفلسطيني)، هذه المقولة ليست لمسئول فلسطيني أو عربي، بل هي لأفرام نعوم تشومسكي عالم اللغويات اليهودي الأمريكي، والذي استضافته الجامعة الإسلامية بغزة مؤخراً. ليس هناك كيان مأزوم ويعيش في هلع وقلق دائم كهذا الكيان المسمّى (إسرائيل)،...
.... وإلاّ ما تأثير سفينة تحمل مساعدات إلى غزة المحاصرة قادمة من فنلندا على دولة محتلة تعتبر نفسها الأقوى عسكرياً في المنطقة ؟!، لولا أنه هلع السارق والمغتصب مهما كان قوياً. مهما حاول المثبطون أو من لا يقرأون التاريخ التقليل من أي حدث إيجابي يصب في مصلحة ومقاومة هذا الشعب الصابر، فالمستقبل كفيل بإظهار مدى تأزم وتراجع دويلة الاحتلال. انظر إلى الجدار العازل الذي بنته حكومة الاحتلال وتأمل في معناه، أقل ما يقال فيه إنه عدم الإحساس بالأمان والخوف المتأصِّل في النفسية اليهودية. ازدياد الهجرة من إسرائيل إلى أوروبا وأمريكا بسبب صعوبة العيش في دولة الاحتلال. تراجع التأييد لإسرائيل دولياً خاصة بعد حادثة سفينة الإغاثة التركية مرمرة وقتلها عدداً ممن كانوا على متنها أمام أنظار العالم، ثم توالت السفن الإغاثية بعد ذلك فتصدّى لها الصهاينة تباعاً، فكان أن بدأ المخدوعون بصورة إسرائيل والتي يطلقون عليها (الديمقراطية الوحيدة في المنطقة) بدأوا يعيدون النظر في صورتها وسلوكها ما حدا بثاني أكبر كتلة حزبية في البرلمان الأوروبي قبل أيام برفض التصويت لصالح اتفاقية تجارية بين الاتحاد الأوروبي ودولة الاحتلال في مجال الأدوية الطبية. نلحظ أنّ الأوروبيين وبالذات مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات العامة من مفكرين ومثقفين وفنانين أخذوا يوجِّهون انتقاداً حاداً لدولة الاحتلال زادت وتيرته في السنوات الأخيرة، وبالذات بعد حادثة السفينة التركية وما تلاها من سفن إغاثية دولية تم التصدي لها، صحيح أنّ هذه السفن لم تصل لمبتغاها ولكنها نبّهت العالم لحقيقة هذا الكيان الشاذ، كما كشفت معاناة هذا الشعب الصابر في غزة خصوصاً وفلسطين عموماً. حقاً إنّ الإنسان ابن بيئته يتأثر ويؤثر فيها، عندما تتأمّل طبيعة شجرة الزيتون وطول عمرها ومقاومتها لعوامل الطبيعة والمناخ، لأنّاتها وصبرها وهي التي تثمر بعد سبع سنين من غرسها، تدرك سر جَلَد وصبر وتشبُّث الفلسطيني بأرضه، تدرك قوة شكيمته وحبه لأرضه وتضحيته بنفسه من أجلها بل من أجل شجرة زيتون واحدة. استضافة الجامعة الإسلامية في غزة لنعوم تشومسكي تدخل ضمن المقاومة وإسماع الصوت الفلسطيني للعالم، ويا ليت الفلسطينيين يولون هذا الجانب حقه من الاهتمام، فليس هناك ما يرعب دولة الاحتلال أكثر من فضحها أمام العالم بالإعلام والفكر والفن، إضافة إلى المقاومة. لا يصح إلاّ الصحيح، طال الزمن أو قصر فلابد يوماً أن يرجع الحق إلى أصحابه ولله الأمر من قبل ومن بعد.
omar800@hotmail.com