قال العلامة الراحل الشيخ حمد الجاسر في الجزء الأول من كتابه (رحلات حمد الجاسر للبحث عن التراث): «وكنت قد بدأت بدراسة كتب الرحلات المتعلقة بالحج مما استطعت الحصول عليه، فرأيت في تلك الكتب من المعلومات المتنوعة عن تاريخ بلادنا وجغرافيتها ومختلف أحوالها ما لا يوجد في غيرها من المؤلفات».
هذا النص النفيس عن الجاسر تؤكده الشواهد وتثبته عند كل باحث، فمهما كانت وجهة الباحث سواء كانت دينية أو ثقافية عامة أو في الآثار والتاريخ والمعالم والطرق فإن كتب رحلات الحج التي قام بها عشرات الرحالة مصدر ثري ولا يستغنى عنها في توثيق المشهد الحضاري والتاريخي للمملكة العربية السعودية.
بعض كتب رحلات الحج وثقت الطرق كما هو الحال بكتاب الدرر الفرائد المنظمة في طريق الحاج ومكة المعظمة، وهناك كتب أخرى وثقت تاريخ الحجاز الاجتماعي كما هو الحال بعشرات الرحلات المتداولة، وهناك كتب وثقت مكة قديماً بالصور كما هي الرحلة المصرية الأشهر (مرآة الحرمين)، ومن الرحلات الجميلة كتاب الأديل والوجيه اللبناني شكيب أرسلان (الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف). وهذه الرحلة تمت في سنة (1348هـ)، وقابل فيها شكيب أرسلان الملك عبد العزيز، ونقل بعضاً من قصص المؤسس في الحج ومواقفه.
ومن الرحلات من تكون شاملة للمناحي العلمية والثقافية، كما هي رحلة المغربي ابن رشيد الفهري التي أسماها (ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة).
وكتب رحلات الحج كثيرة جداً، ولابد من التنويه بأن المغاربة أخذوا نصيب الأسد في هذا المجال، وقد ألف عبد الهادي التازي وهو من المؤرخين المغاربة كتاباً بعنوان رحلة الرحلات رصد فيه معلومات عن مائة رحلة ورحلة، وهو مطبوع متداول.
xdxdxdxd99@gmail.comللتواصل: على التويتر @yousef_alateeg- فاكس 2333738