أسس المسجد النبوي بالمدينة المنورة في أول عام لهجرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- للمدينة وأحدثت أول توسعة له في عهد الرسول (السنة السابعة للهجرة) تلتها توسعات عديدة في عهد الخلفاء الراشدين عمر وعثمان والدول الإسلامية بعد ذلك؛ الأموية والعباسية والمملوكية والعثمانية. حتى جاءت التوسعات الأكبر في عهد الدولة السعودية.
جاءت التوسعة السعودية الأولى في عهد الملك عبدالعزيز كأكبر توسعة مرت على المسجد حتى ذلك الوقت حيث بلغت مساحتها 12271م. وقد بدأ الهدم في 1370هـ وانتهى البناء عام1375هـ في عهد الملك سعود بن عبد العزيز. بعد هذه التوسعة أصبحت مساحة المسجد 16327م، وأقيمت هذه العمارة من الخرسانة المسلحة من أعمدة تحمل عقودا مدببة، وقُسِّم السقف إلى مسطحات مربعة، شُكِّلت على أنماط الأسقف الخشبية، وعمل للأعمدة المستديرة تيجان من البرونز زخرفت بزخارف نباتية، وكسيت الأعمدة بالموزايك، وغطيت قواعدها بالرخام، وأقيم مئذنتان في الجهة الشمالية ارتفاع الواحدة 70 متراً. وأصبح طول الجدار الشرقي الغربي 128 متراً والشمالي 91 متراً.
في عهد الملك فيصل تم هدم البيوت الواقعة شمال وغرب الحرم لغرض توسعة المسجد النبوي وجعل عليه مظلات لحماية المصلين عن الشمس، وأحيط بسور، وتم تبليطه بالرخام، إضافة إلى الإنارة والتهوية. بلغت المساحة بعد تلك التوسعة 30406م.
في عهد الملك خالد بن عبد العزيز هدم جزء آخر من البيوت غرب المظلات، بمساحة قدرها 32401 م. فبلغت المساحة الإجمالية للمظلات62807 م.
في عام 1405 هـ قام الملك فهد بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس لأكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي، حتى حينه، حيث تم نزع ملكية ما يزيد على 100.000م من ملكيات الأراضي المجاورة للمسجد النبوي، والتي كان يشغلها بعض المباني العالية وغيرها من المباني العادية والشعبية إضافة إلى بعض من المساحات الخالية. وشملت التوسعة إضافة مبنىً جديد بمساحة 82.000 م وبإضافة تلك المساحة الجديدة أصبحت المساحة الإجمالية للدور الأرضي الرئيسي للمسجد النبوي حوالي 98.500م.
لم يتوقف الاهتمام بتوسعة الحرمين الشريفين من قبل الدولة السعودية فها هو خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يضع حجر أساس أحدث وأكبر توسعة للحرم المدني، وهو -حفظه الله- يرجو لها أن تكون الأفضل وأن تحقق الهدف النهائي ألا وهو خدمة المسلمين زوار رسول الله ومسجده دون الإخلال بهوية المسجد النبوي وروحانيته. وأحد أهم أسس المسجد النبوي تتمثل في منبر رسول الله، حيث يجب أن يكون المنبر هو محور المسجد وتصاميمه الجديدة. بمعنى آخر يفترض أن تتم التوسعة بشكل لا تصبح معه الروضة الشريفة متأخرة عن الصفوف الأول عبر التوسع كثيراً جهة اليمين. وحتى نحافظ على هذه المحورية نرجو التأكد من مراجعة تصاميم التوسعة وخصوصاً أنه لم يبدأ أي عمل فعلي وأي تصميم قابل للتعديل.
هذه الدعوة يطلقها بعض المعماريين المهتمين وبعض أهالي المدينة المنورة، لذلك أقترح عقد ورشة عمل يحضرها بعض وجهاء وخبراء تاريخ المدينة وممثلو هيئة المهندسين السعودية والمعماريين ذوي العلاقة ومسؤولي الحرمين الشريفين لمراجعة تصاميم التوسعة والتأكد من عدم إخلالها بهويته وخصوصية المسجد التاريخية والدينية. رغبة خادم الحرمين سيتم تنفيذها، والاستشارة الفنية والشرعية في آليات التنفيذ لن تخل بها أو تعيقها، بإذن الله.
***
المعلومات أعلاه تم اقتباسها من موسوعة ويكبيديا
malkhazim@hotmail.comلمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm