إنها دولة مليئة بأخطر الكائنات، ففيها عناكب شديدة السميَّة، منها مثلاً نوع يُسمّى عنكبوت القمع، يوجد في الغابات وكذلك في المدن، وهو أسود كبير ذو أنياب طويلة وهو أخطر عنكبوت في أستراليا وقد يكون أخطر عنكبوت في العالم كلّّه، طبيعته عدوانيَّة، وبالرغم من أن طوله لا يزيد عن 3 ونصف سم في أكبر حالاته إلا أن سمَّه قاتلٌ، فيسبب ألمًا شديدًا ويبدأ السم في مهاجمة الجهاز العصبي، ومن قوة أنياب هذا العنكبوت أنها تخترق حتَّى الأظافر! ولديهم ثعابين تقتل أبشع قتلة بسمها المركّز، منها ثعبان النمر، فبالرغم من أنه يفضّل أن يُترَك وحده مثل معظم الثعابين إلا أنه إذا شعر أنه مهدّد فسيلدغ، وبينما بعض السموم تهاجم شيئًا واحدًا مثل الأعصاب فإنَّ هذا السم يهاجم العضلات والدم والخلايا والأعصاب في آن واحد، فيشعر الملدوغ بالتعرق والتنميل ومِنْ ثمَّ صعوبة التنفس والشلل ومِنْ ثمَّ الموت في قرابة ثلثي الحالات إذا لم تُعالَج، والأسوأ من هذا أن الأم عندما تُنجِب فهي تضع 40 حيَّة. وحتى الحيوانات بريئة المظهر مثل الكنغر خطرة! غريب أليس كذلك؟ كنَّا نظن الكنغر معدوم الضرر، لكن الكنغر لديه مخالب حادة وركلته قويَّة، وهذا طبيعي، فأقدامه هي التي تُمكنه من تلك القفزات العجيبة التي تصل إلى قرابة المترين، فلم يكن له أن يقفز هكذا لولا عضلات بالغة القوة. ولديك أيْضًا التماسيح الهائلة، وأسماك القرش، ولا تكتفي المخاطر البحريَّة على هذه (وهي كافية والله!)، وإنما هناك قناديل البحر، وهي تلك الكائنات الهلاميَّة الغريبة التي لا تشبه أيًا من الكائنات الأخرى ولها شكلٌ فريدٌ، فهذه لها لسعة أليمة حارقة ويجب على الملسوع غسلها بالخل للتخفيف منها، وإذا تحمَّلتَ اللسعة فادعُ الله أنه لا يلسعك نوع منها بالذات اسمه «ايروكانجي» لسعته لا علاج لها ولا مصل مضاد كما يوجد للعناكب والحيات، وقنديل البحر هذا صغير الحجم ولسعته لا تؤلم في البداية ولكن الأعراض تأتي تدريجيًّا بعد عدة دقائق، فإضافة للحرق الذي تشعر به في البداية فستنتشر الآلام في كلِّ جسمك من رأسك إلى ساقيك مع التعرق، ومِنْ ثمَّ يأتي الغثيان والقيء وارتفاع ضغط الدم، وأما أغرب أعراض هذه اللسعة فهي الأعراض النفسيَّة، وهي أعراض غريبة يختص بها هذا القنديل الصغير لا نعلم لها مثيلاً، منها الشُّعوربالقلق الإجباري - حتَّى لو كنتَ من النوع الهادئ الواثق- وهناك عَرَض مخيف لا اسم معيّن ل، وإنما شعور بالموت. هذا الكائن لا يَقتل ومن يُصاب بلسعته لا يموت إلا نادرًا جدًا وبالرغم من هذا فيعمل السم عملاً غريبًا بالعقل، فيشعر الشخص أنه سيموت في أيِّ لحظة، وهذا ليس شعورًا قصيرًا، بل يأخذ ساعات وأيامًا! ومن أتتهم هذه اللسعة تضرّعوا إلى الطّبيب أن يقتلهم، فوقوع البلاء ولا انتظاره كما يقال، ويظلون يتوسلون ويُلِحّون: «اقتلني يا دكتور! لا أتحمل هذا الخوف!»، ولا تنفع التهدئة كثيرًا لأن الخوف هذا قسري بسبب تأثير السم على المخ، ولا مفر من أن ينتظر الملسوع المسكين أسبوعين للتخلص تمامًا من هذا العَرَض العجيب البشع! عناكب، ثعابين، تماسيح، قناديل ذات أسلحة بيولوجيَّة، يا أهل أستراليا كيف تعيشون مع هذه الأهوال؟!!