لم يكن حديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لقادة وضباط الأمن العام الذين شاركوا في موسم حج هذا العام، حديث القائد المسؤول الذي تفرغ تماماً لخدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام، وتابع تحركاتهم من أقرب موقع لهم، بل كان حديث أب رحوم رؤوف بأبنائه، يقرأ الواقع ويشخص ما تمر به ويتحدث بمسؤولية الوالد الذي يسعى إلى حماية أبنائه جميعاً -بعد الله- من كل مكروه.
عبدالله بن عبدالعزيز في كل أحاديثه عفوياً وشفافاً يدخل للموضوع مباشرة دون تزويق أو مقدمات، فبكل صدق يوضح لأبناء الأمة الإسلامية عامة وللمواطنين خاصة ورجال القوات المسلحة ومنهم رجال الأمن بأن (أعداء الأمة لا هدف لهم غير الإخلال بأمن بلادنا).
نعم فأعداء الإسلام والمسلمين والذين يسعون في الأرض فساداً ويعملون على نشر الفتن وإثارة القلاقل والاحتراب بين أبناء الأمة، هؤلاء الأعداء المتربصين ساءهم وأغضبهم تمتع بلادنا -والحمد لله- بأمن واستقرار وحسن إدارة من قبل قيادة تضع في حسبانها قبل كل شيء مخافة الله والعمل على إرضائه، ولهذا فقد عمل ولا يزال يعمل أعداء الأمة بخبث على محاولة اختراق أمن بلادنا بمحاولة تصيد الفتن وإشاعة الإشاعات الكاذبة، فهم لا يريدون لبلاد الإيمان والإسلام الحق أن تكون جزيرة الأمن بعد أن نجحوا في إحاطتها بمناطق الاضطرابات والحروب.
والأمن والاستقرار الذي تعيشه بلادنا والحمد لله لم يأت من فراغ، بل نتيجة إيمان صادق وحقيقي بتعاليم الدين القويم الذي تمسكت به القيادة قبل الرعية، ومواصلة التمسك بهذا النهج والتوكل على الله في مقاصدنا، والوقوف في وجه من تسوّل له نفسه العبث بأمن ووحدة بلادنا هو الذي تحبط ويفشل مخططات الأعداء مهما حاول ومهما قاموا بأعمال لتصدير الفتن إلى بلادنا الآمنة.
إن بلادنا ترتكز على تراث وتاريخ مجيد، رسخه دين عظيم وحافظ على التمسك به قادة عظام، جعلوا الله أمام أعينهم وبصيرتهم وأفئدتهم؛ وأمة تلتزم بتعاليم الإسلام الصحيح المبني على عقيدة صافية بعيدة عن خرافات الجاهلية والوثنية والبدع المنحرفة، قادرة على مواجهة كل محاولات الأعداء مهما حاولوا وسعوا إلى اختراق جسد الأمة المرصوص المحصن بعقيدة صافية، لا تعبد إلا الله، ولا تشرك به شيئاً.. ولهذا فقد تحقق لهذه البلاد القوة والسؤدد، وشهدت إنجازاتٍ لا يمكن تحقيقها لولا التمسك بالعبودية الحقة لإله قادر هو وحده الذي أخذ بيد هذه البلاد لتتبوأ مكان الصدارة، ومكّنها -والحمد لله- من أن تؤدي أشرف عمل ومهمة لأيّ مسلمٍ على الأرض، وهو خدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام.. فيا له من شرف أن تخدم من قصد بيت الله، وحلّ ضيفاً على ربِّ الكعبة.
الحمد لله الذي مكّننا من فعل كلِّ هذا، وجعلنا نحافظ على بلدنا آمناً مستقراً، والحمد لله الذي يجعلنا يقظين لإفشال وإحباط كلّ محاولات أعداء الأمة الإسلامية.
jaser@al-jazirah.com.sa