أربع سنوات مضت على قرار مجلس الوزراء باعتماد المسمى الجديد لهيئة السياحة لتكون محضناً للسياحة والآثار معاً، وقبل تلك السنوات الأربع كانت مسؤولية الآثار قد انتقلت إلى الهيئة بأمر ملكي بتاريخ 28-2-1424 للهجرة، إذن بلغة التاريخ تسع سنوات تقريباً قد مضت ومعادلة الآثار جزء من دور الهيئة أو على الأقل رؤيتها....
كنت قد كتبت مقالاً قبل أشهر عن الإهمال الذي تعانيه بعض الآثار في مناطق المملكة بعنوان: أوجعتني «الآثار» يا أمير «السياحة!.. ولم يكن المقال أكثر من شهادة شخصية رأيتها بأمِّ عيني عن مستوى تردّي العناية بالآثار والوعي بقيمتها، وكنت أظن حينها أن ملاحظاتي قد لا تكون قصوراً مؤسساتياً، لكن الزميلة صحيفة الوطن نكأت جراحي مؤخراً بخبر تتحدث فيه عن تحول قطار الحجاز التاريخي إلى مجرد (سكراب) يُباع بالمزاد العلني!... المضحك المبكي في حادثة القطار هذه المرة هو رد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة تبوك الذي قال: إن الهيئة لم تتلق رداً من أمانة المنطقة حتى الآن بخصوص القطار!
تاجر (السكراب) الذي اشترى عربة القطار في مزاد أقامته الأمانة أدرك قيمتها التاريخية وأضاف بإمكاناته المحدودة مدخنة ليبدو القطار في حالة أفضل، ومصوّر هاو عابر التقط صورة لعربة أخرى للقطار مطمورة في الرمال على بعد 80 كيلومتراً شمال منطقة تبوك ليذكِّر أصحاب الشأن - حسب قوله - بأهمية هذا الرمز التاريخي، في الوقت الذي تنتظر فيه هيئة السياحة والآثار الرد من الأمانة برقم معاملة وتاريخ مهمل الرد!! للأسف لا يسعني اليوم القول أكثر من... يا ليل الآثار ما أطولك!... دمتم بود وإلى لقاء.
عبر تويتر: fahadalajlan@