* الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
لماذا وأنت قد سبق لك الحج تشعر بالشوق الجارف لأن تكون مع هؤلاء الحجيج، في هذا الصعيد الطاهر؟! لماذا تخنقك العبرات، وأنت تتابع هذه التلبيات المتوالية لهؤلاء المتشحين بزي واحد، برداء متواضع ليس بينه وبين الكفن فارق؟! لماذا تأمل أن تكون معهم، تدعو الله أن ينقيك وينقيهم من الخطايا، كما يُنقّى الثوبُ الأبيض من الدنس؟!
* الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا.
هي رحلة العمر، أيها السعداء، لا حرمكم الله من قبولها. هي رحلة يجب ألاّ ننجرف (نحن الذين سبق أن أديناها) وراء عواطفنا ونؤديها مرة أخرى، وذلك لكي نتيح لمن أتوا من آخر بقاع الأرض أن يؤدوها بيسر وسهولة، إنه قرار صعب، أعرف خاصة أنه ليس بينك وبين المشاعر سوى عشرات او مئات الكيلومترات، وأنك ربما تتصور أنْ لن تُحدِثَ وحدك فرقاً مع ثلاثة ملايين حاج؟!
* سبحان الله، بكرةً وأصيلا.
سبحانه الذي شرّع أداء هذا الركن مرة واحدة في العمر، لمن استطاع اليه سبيلا. وصلى الله على نبينا محمد الذي لم يؤدها أكثر من مرة، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيرا.