|
المدينة المنورة - مروان قصاص:
اليوم الخميس التاسع من ذي الحجة يوم الوقوف بعرفات يُعدُّ يومًا مهمًا في حياة المدنيين، حيث تتضاعف أعداد الصائمين في هذا اليوم ويحرص الكثيرون على زيارة المسجد النبوي الشريف وتقام موائد الإفطار بعد أن امتنعوا عن زيارته خلال موسم الحجِّ متيحين الفرصة للحجاج.
تتميز أيام عيد الأضحى المبارك بالمدينة المنورة عن باقي المناطق، حيث تعد فترة استراحة لأهالي المدينة المنورة الذين لم يسافروا لأداء مناسك الحجِّ لأن المدينة تعيش موسم الحجِّ كل عام على فترتين الأولى قبل أداء الحجاج مناسكهم التي تستمر منذ بدء قدوم الحجاج وحتى السابع من شهر ذي الحجة، والثانيَّة منذ آخر أيام التشريق وحتى نهاية موسم الحجِّ حيث تفد قوافل الحجاج التي لم تتمكن من زيارة المدينة في الفترة الأولى بعد أداء المناسك.
ولهذا يسعى المدنيون خلال العيد لإيجاد أجواء ترويحيَّة جميلة، حيث يتم ذبح الأضاحي والخروج في رحلات بريَّة ورحلات خارج المدينة حيث يزور الأهالي مدينة جدة أو مدينة ينبع أو الخروج إلى الرايس وغيرها من السواحل لقضاء هذه الأيام.
ويُعدُّ أهالي المدينة أيام عيد الأضحي فترة راحة بعد انتهاء الفترة الموسميَّة الأولى حيث يخلد الجميع للراحة عدة أيام قبل العودة لممارسة أنشطتهم عند قدوم الحجاج في الفترة الموسميَّة الثانيَّة، واعتاد الأهالي بعد أداء صلاة العيد الذهاب إلى المسالخ لذبح الأضاحي، ثمَّ توزيع اللُحُوم وتناول طعام الإفطار والخروج إلى المزارع والحدائق العامَّة للترويح على أسرنا وأطفالنا ولكن ومع وجود طقس بارد قد تغيِّر الأسر برامجها ليكون التجمع في المنازل أو في الاستراحات.
يقول أحد كبار السن: إن عيد الأضحى يسمى بعيد اللحم والشحم، حيث تذبح الأضاحي تقربًا إلى الله عزَّ وجلَّ في يوم النحر ويقبل النَّاس على إعداد أطباق شتَّى من اللحوم، وأبرزها السلات وهو طبق من اللحم يطبخ على نار هادئة مع البصل والبهارات، ومن الأطباق الأخرى المبوخ وهو طبق من اللحم يتم طبخه بقدور مخصصة بحيث يطبخ على بخار الماء، وهناك المقلقل وأيضًا المشوي والكباب، وسلطة الطحينة بالخل، إضافة إلى أنواع شتَّى من الأرز ومنها الرز البخاري، الرز البرياني، الرز الكابلي، الرز الهندي، الرز المندي، الرز العربي، الكبسة، وغيرها من الأنواع الأخرى التي تتفنن في إعدادها ربات البيوت خلال أيام العيد حيث التجمع الأسرى الجميل والرائع.
من جانبه حذّر أحد أطباء الباطنيَّة من الإفراط في تناول اللُحُوم خلال أيام العيد وخصوصًا لكبار السن والمصابين بأمراض مستعصيَّة مثل مرضى القلب والسكري والضغط والنقرس وغيرها حيث تسبب اللُحُوم متاعب خطيرة على المعدة وتسهم برفع مستويات الكلسترول الذي يسبب مشكلات خطيرة على صحة وسلامة الإنسان العادي ناهيك عن المريض، كما حذّر من الأطباق المسبكة مثل السلات وأنواع الرز المطهوة بالشحم وقال: إن اللحم المشوي غير المدهن مناسب جدًا مع ضرورة شويه جيّدًا على نار جيِّدة الاشتعال، كما حذّر من أكل بعض أجزاء الذبيحة مثل الكبد غير المطبوخ، مشيرًا إلى خطورة ذلك. ودعا إلى ضرورة الذبح في مسالخ الأمانة التي يوجد بها طبيب للكشف على الأضاحي والتأكَّد من خلوها من الأمراض التي قد تنتقل إلى الإنسان، كما حذّر من الإفراط في تناول اللحوم، مشيرًا إلى حدوث حالات طارئة بسبب هذا الإفراط.