إن التّحدي الحقيقي الذي يُواجه الوزارة اليوم هو جلب الكفاءات الطبية المدربة والمحافظة عليها وهي مشكلة عالمية تشكو منها جميع دول العالم، وكذلك فإن هذه الوزارة تولي هذا الموضوع أهمية كبيرة خصوصاً في ظل هذا التوسع الكبير في المستشفيات بالوزارة الأمر الذي يستلزم قدرة كبيرة على جلب الكفاءات اللازمة لتتلاءم مع العصر الجديد الذي ترغب الوزارة الوصول إليه وبقوة من خلال تقديم الخدمات الطبية بجودة عالية في المستشفيات الجديدة وبطواقم طبية عالية التدريب ولذلك فإن كل الخطوات اللازمة يتم اتخاذها حالياً من تدريب للكفاءات السعودية وغيرها، وتحسين طرق التعاقد وتسريعها مع رسم خارطة طريق للخريجين السعوديين من الجامعات السعودية في خلال السنوات العشر القادمة.
إضافة إلى ذلك قامت الوزارة ببناء مركز تدريبي كبير في مدينة الرياض على مساحة 800 م وستقوم ببناء المراكز التدريبية في كل مناطق المملكة مع بناء مراكز لتدريب المهارات الطبية المختلفة ودعمها بالمواد التعليمية المطلوبة، وتقوم الوزارة حالياً بتدريب جميع الممرضات والأطباء على طرق الإنعاش القلبي، والرئوي، وطرق إنعاش الأطفال حديثي الولادة، وغيرها وجعلته جزءاً من التقويم السنوي للممارس وضرورة لاستمرار عمله بالوزارة وفي مجال الجودة فإن المتابع لما يحدث حالياً بالوزارة سيلاحظ الفرق في طريقة أداء العاملين وجميع الممارسين الصحيين وأصبحت ثقافة القياسي والمراقبة وسلامة المرضى واضحة للعيان وليس أدل على ذلك من نجاح أكثر من خمسة وثلاثين مستشفى حتى الآن في الاعتماد المحلي من قِبل المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية وعشرة مستشفيات أخرى من قِبل هيئة المستشفيات الأمريكية، ولذلك فإن الوزارة ماضية في إستراتيجيتها لتطبيق جميع معايير الجودة في كل مستشفياتها وفي خلال السنتين القادمتين سيتم اعتماد بقية المستشفيات جميعها.
وسيكون لدى الوزارة نظام مراقبة شامل ودقيق لكل الأخطاء الطبية بدأ ببرنامج المراجعة السريرية، وبرنامج سلامة المرضى، وبرنامج سلامة الدواء، وغير ذلك كثير من برامج الجودة والتي يتم تطبيقها لأول مرة بوزارة الصحة، ومن المعلوم أن هذه البرامج تحتاج إلى وقت لتطبيقها وقطف ثمارها، والأمر الذي أصبح واضحاً هو حماس العاملين وانخراطهم في برامج الجودة وهو ما سيساعد الوزارة في الحد من الأخطاء الطبية بشكل كبير، وذلك ما جعلته الوزارة هدفاً إستراتيجياً ومطلباً رئيساً من طلباتها.
وخلاصة القول فإن النظرة للمستقبل تأخذ طابع التفاؤل وترى الصورة مشرقة في مستقبل الأيام حيث ستكون لدى الوزارة مستشفيات جديدة في كل مناطق المملكة خلال السنوات الخمس القادمة وكثير منها سيكون جاهزاً في خلال سنتين فقط، وستكون هذه المستشفيات والمراكز الصحية مجهزة بأعلى مستويات التجهيزات الطبية مع العدد المطلوب من مراكز القلب والأورام والسكري والكلى والأسنان والمستشفيات النفسية والتأهيل الطبي بالإضافة إلى المدن الطبية الخمس التي يتم بناؤها حالياً، وكل هذه المستشفيات والمراكز ستقدم خدماتها بالمستوى المأمول من الجودة وحسب المعايير الطبية المتعارف عليها وحسب معايير الاعتماد العالمية، وذلك ضمن نظام متكامل من تقنية المعلومات والمراقبة والقياس ومعايير الأداء الإدارية والطبية.