في عام 1947م كتب صمويل بكت مسرحيته الشهيرة (في انتظار قودو) ومازال (قودو) لم يصل حتى نشر هذا المقال، لكن النقل المدرسي الذي أقرته وزارة التربية قد وصل بعد انتظار طويل! فلقد أعلن ذلك سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله! وتوفير حافلات للنقل المدرسي خطوة مهمة وإضافة للخدمات التي تقدمها الوزارة، وكانت تلك توصية للجنة السلامة المرورية منذ فترة طويلة، ولا أدري هل ما تزال تلك اللجنة تمارس أعمالها أم لا؟! فلقد تعودنا أن تتلاشى اللجان قبل أن تنجز المهمة التي تشكلت من أجلها! وكنت أود أن أعرف الإنجازات التي قامت بها من أجل سلامتنا المرورية التي تزداد سوءا!
الوزارة اتخذت القرار الصائب وتعاقدت مع إحدى الشركات لتوفير حافلات تم تصنيعها في الهند وهذا ليس مهما، المهم أن تكون الحافلة عملية وآمنة ومكيفة، وأن لاتكون هذه الخدمة قابلة للمحاولة والخطأ، فيكفينا تجارب الهيئة العامة للسكك الحديدية وقطارتها! وأن تشمل خدمة النقل المدرسي كل من يحتاجها، حافلات وزارة التربية سوف تحفظ كرامة وسلامة المعلمات والطلاب بشكل عام. ونأمل أن تحقن دماء المعلمات كما صرح بذلك سمو الوزير، فكفانا ماعانيناه من فقد لمعلمات على طرق الموت! ولكي لا تتكرر حوادث المعلمات أو الطلاب مع الحافلات الجديدة، فإن تدريب العنصر البشري وتهيئته للعمل مهم في نجاح المشروع، لذلك فعلى الوزارة أن تطالب الشركة المنفذة بتدريب سائقي الحافلات تدريبا متخصصا، لمعرفة التعامل الصحيح خاصة مع الطالبات والطلاب الصغار، فكم من المرات دهست حافلة طالب أو طالبة أثناء النزول منها بسبب استعجال السائق! الكثير من العائلات سوف تفضل النقل المدرسي على السائق الخاص، نظرا لكثرة حوادث الاعتداء على الأطفال والتحرش بهم، والوزارة تفعل خيرا عندما توفر هذه الخدمة لأولياء الأمور، وإن كانت بمقابل فعلى الوزارة أن تجعل الربح ليس هدفا بقدر ما هو خدمة تربوية تقدمها لمنسوبيها وأولياء أمورهم.
ولأنه من المتوقع أن لا تشمل هذه الخدمة كل المدن والقرى، مما يعني أن بعض المعلمات سوف يبقى خيارهن الوحيد (الفانات) المستأجرة، ليبقى ملف الحوادث المفجعة مفتوحا لاستقبال أعداد اخرى! فإن الوزارة مطالبة بإيجاد الحلول للمعلمات اللواتي يعانين من السفر الطويل إلى بلد أو قرية لا يبلغنها إلا بشق الأنفس والقلق اليومي من حوادث لطريق!
alhoshanei@hotmail.com