المدينة المنورة - مروان قصاص:

دموع سخية جادت بها أعين حاجات بيت الله الحرام المغادرات للمدينة المنورة في طريقهن إلى مكة المكرمة بعد أن أمضين أياماً فيها بجوار المسجد النبوي الشريف،

وكانت قوافل الحجيج قد واصلت تفويجها المنظم من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لأداء بقية أركان الحج وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها المؤسسة الأهلية للأدلاء وقلوبهم تهفو الي بيت الله الحرام لرؤية الكعبة المشرفة والقيام ببقية النسك

وعبر العديد من الحجاج عن مشاعر فياضة يشعرون بها وهم يعيشون هذه التجرية التاريخية في أعمارهم بعد ان اكرمهم الله واختارهم لأداء مناسك الحج وكانت مشاعر السيدات أكثر ملامسة حيث تتحدثن والدموع تملأ عيونهن وتقول ميرفت عبد الصمد الدمنهوري من البعثة المصرية أؤدي الفريضة لأول مرة ورغم حزني الشديد لتوديع المدينة المنورة ورسولها الكريم إلا أنني اشعر بسعادة تغمرني وأنا أشاهد وفود الحجيج تتزاحم على مسجد الميقات لعقد نية الحج.. وكلي شوق ولهفة لرؤية بيت الله الحرام فلم يبقى بيني وبين بيت الله الحرم سوى ساعات قليلة لأمتع عيني بالنظر إلى الكعبة الشريفة واغسل بدموعي حرارة الشوق التي خفقت بين جوانحي خمسون عام إلى أن بلغني المولى عز وجل من زيارة بيته العتيق واشادت الدمنهوري بالخدمات الجليلة التي حضيت بها بعثة الحج المصرية من القائمين على مؤسسة الأدلاء وزيارة رئيس المؤسسة شخصيا للاطمئنان على راحة الحجاج في مقار سكنهم في بادرة تؤكد حرص الدولة السعودية على متابعة أحوال ضيوف الرحمن في كل مكان يتواجدون به

وتقول حليمة بوتمليح من البعثة الجزائرية في هذه اللحظة لا استطيع أن عبر عن مشاعري فبداخلي خليط من الفرح والقلق والترقب ولا اعرف ماذا سيحدث لقلبي عند رؤية الكعبة التي حلمت فيها في منامي وصحوتي وبعت من اجلها كل ما أملكه من مصاغ ومجوهرات ثمينة ورثتها عن جدتي وأمي رحمهما الله.. لأنني كلما أشاهد بيت الله الحرم عبر القنوات الفضائية يتحرك في داخلي شجون غريب يعقبه البكاء والأمنيات لأصل إلى أشرف البقاع وأحمد الله أن منى على بتحقيق أمنيتي بالحج إلى بيته المطهر والوقوف بعرفات إن شاء الله.

وأعربت الحاجات التركيات شكيرات عبدالله وفاطمة عبد الرزاق وأوقلات محمد عن سعادتهن بزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما مؤكدات أنها الفريضة الثانية لهن منذ عشرين عام حيث أشدن بما لمسنه من تغير في المكان والتطور المبهر للمسجد النبوي الشريف وما حوله من المباني المشيدة على أجمل طراز معماري مشيرات إلى أدائهن ركعتي الوداع في المدينة المنورة والنية بالحج وقلوبهن تخفق بالفرح وهن يلحقن بالباصات المجهزة لنقلهن إلى مكة المكرمة.

وأوضحت الحاجات ناشيكات اني وزمبنيا على ورقية بنت عبدالله سياف من البعثة النيجيرية أن المسئولين في بلاد الحرمين الشريفين يستقبلون ضيوف الرحمن ويكرمون وفادتهم وأنهن وجدن كل الاهتمام في البعثة ومساعدة من المترجمين في زيارة مسجد قباء وسيد الشهداء والصلاة في المساجد السبعة. وأكدن أنهن في شوق الي مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وقالوا لقد حصلنا على كتيبات دعوية بلغتنا تشرح مناسك الحج والعمرة وتحتوي على النصائح الخاصة بالحج لنتقيد بالعمل بها لأن الحج الصحيح الذي ليس له إلا جزاء الجنة

ومن جانبه أكد رئيس مؤسسة الأدلاء الدكتور يوسف بن احمد حوالة. إلى تفويج آلاف الحجاج بتوفير مئات الحافلات لنقلهم الي مكة المكرمة وأن تصعيد الدفعة الأخيرة من الحجاج بما فيهم المنومين في المستشفيات ستتم خلال اليومين القادمين بإشراف مؤسسة الأدلاء ورعاية طبية من مستشفيات الدولة والتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر السعودي

وأشار حوالة أن التقرير الذي تعده ووحدة التقارير والإحصاءات بالمؤسسة الأهلية للأدلاء يشير أن عدد الحجاج المغادرين من المدينة إلى مكة المكرمة أمس الجمعة / 50730 / حاجا.