في موسم مثل الحج تختلط فيه ملايين العقول والأمزجة والطوائف والمذاهب والتيارات في مكان واحد ومحدود، سيكون من الصعب ضبط مؤشرات الرضا لدى الحشود الهائلة المتوجهة لأداء نفس الشعائر، وهناك من يظن أن استنفاركل أجهزة الدولة لمتابعة هذا الموسم فيه بعض المبالغة! والحقيقة أن هذا الاستنفار هو أقل ما يمكن عمله لمحاولة خلق حالة رضا جيدة أو أكثر من جيدة لدى الحجيج، وعلى هذه الخلفية فإن الدعوات بعدم استغلال الحج لتمرير الشعارات السياسية أو المذهبية أو الطائفية، هي دعوات تتعلق بعدم إقحام الآخرين غير المهتمين بهذه التمريرات الانتهازية في قضايا لا تخصهم، إذ إنهم قادمون إلى هذه البقعة الطاهرة، ليس للانطواء تحت رايات شعاراتية، بل لأداء الركن الخامس المتمم لدينهم.
وما يُقال عن الحجاج لا بد أن يقال عن الإعلام، فهو جهاز حساس مناط به مسؤوليات كبيرة، في خدمة نقل الأخبار المحلية والدولية، وفي مجال التوعية الدينية والصحية، أما تصعيد الخلافات المذهبية وتصفية الحسابات السياسية، فإنه لا يليق ببعض صحفنا التي يجب أن توجه كل طاقاتها لخدمة هذا الموسم إعلامياً، بالشكل الذي يليق بحرمته وبالجهود التي تبذل لإنجاحه.