أخي يا جعفر السوري
ويا من من (كفر زيتا) أخي جعفر
إن تكن حياً يا صديق
أقول يحفظك الإله
ويرحم روحك البيضاء
إن تكن ميتا
* * *
أخي جعفر
تذكرتك
ونار الحقد يوم العيد
تدق حقلك الأخضر
تبيد الزهر والأطفال
والزيتون والرمان والعرعر
ولما يرقص الصفصاف
طليقاً فيهمو يسخر
* * *
أخي جعفر
يا أيها الشيعي والسني يا أطهر
من كل مدعٍ أفاك
لحماية الدين الحنيف
يكفّرنا وهو أكفر
أخي جعفر
لماذا هذه الأقدار
بنا تسخر
* * *
أتذكر يوم لقيانا أمام (مشفى البِر) هل تذكر؟
أنا أذكر
تناولنا
فطور الجبنة البيضاء والزيتون
والزعتر
شربنا (المتّى)
في كأس
مزيج الورد منقوعاً
بهِ يزدان
ورغم مدة التجفيف
بهي أزهر
وآن ذاك يا جعفر
قد قُلت لي
يا أيُها البدوي
لما تسرح
لما تشطح بما (تفكر)؟
أتملك قيمة التنويم
أتملك قيمة (السيرون) للمشفى
فلا تنكر
لأنّا قد غدونا (إخوانا)
تقاسمنا رغيف الخبز، ضرس الملح
شتمنا أغلب الحُكام
شجبنا كُل ما يحدث
بهذا العالم الموبوء من منكر
فهل تذكر؟
أخرجتُ لي
سريعاً رزمةً من مال
حدقتُ بي وقلتُ لي
تفضل يا أخي خُذها
حدقتُ فيك ثُمِ قُلت
لدي الآن ما يكفي، أخي تُشكر
* * *
ألا تذكُر
تفارقنا
وسافرنا
أنا شرّقتُ من فوري إلى بلدي
وقد غرّبتُ يا جعفر
لبيتك في (كفر زيتا)، قد كان ذاك مذ عقدين
ولم أنساك، يا جعفر
إلى أن جاءت الأخبار
بقصف بيتك الحجري، بحرق زرعُك
المحصود والبيدر
أخي يا جعفر السوري
ويا من من (كفر زيتا)
إذا ما أحرقوا حقلك
وإذا ما هجّروا أهلك
فروحي حقلُك المُزهر
وإذ ماكسّروا الأشجار فأضلاعي هي الأشجار.
ومن أجلك
فؤادي بيتك المرمر