نشأت علاقة حب بيني وبين ابن عمي من سنوات طويلة وبعد سنوات من الصبر والترقب والحرمان تقدم لخطبتي ولكن كانت المفاجأة برفض والدي وإصراره على عدم القبول لأسباب تافهة مما سبب لي أزمة نفسية وحزنا كبيرا فما رأيك أخي خالد؟
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
أسأل الله أن يبعد عنك وعن كل مسلم الحزن وأن يجملك بالعفة.. كم أتفهم مشاعرك وأشاطرك المتاعب في معاناتك.. ولا أجرؤ على مصادرة مشاعرك الملتهبة والمزايدة على عاطفتك المتقدة ولكن التعاسة لم تكتب عليك ولم تخلقي حتى تكابدي الألم حياتك وإليك ما أراه مستعينا ومتوكلا على العزيز:
... أولا أحتاج لمعرفة الأسباب التي جعلت والدك (الحنون الشفيق المحب) يرفض زواجك من ابن عمك.. ومن الأمور التي لاينازع عليها هي حرص الأب على ابنته وتحري الزوج المناسب لها...وكون أسباب الرفض ليست مقنعة بالنسبة لك لايعني هذه عدم وجاهتها فتظل نظرة الأب عموما أشمل وأعمق وأكثر اتزانا وأرى أن تعرضي وجهة نظر والدك.
على العقلاء ومن يوثق برأيهم فإن لم يوافقوه على أسباب رفضه فلعلك تلجئين إلى المقربين من والدك للتدخل الودي ومحاولة كسر قناعاته فإن قدر الله أن يتراجع فالحمد لله وإلا فأغلقي هذا الملف نهائيا واعرفي أن الأمر ليس بالهين وعلى كل حال أختي الكريمة أنصحك باستصحاب قاعدة جميلة تسري الألم وتبعد الهم وتنير الطريق ألا وهي قاعدة (لا تحسبوه شرا لكم).. مادام أن الأمور لم تتبدل والحال كما كان فلعل في الأمر خير لك حيث إن زواجك من ابن عمك الذي لم يقدر لك ليس هناك تأكيدات على أنه طريق سعادتك الأكيد فلربما كان بابا من أبواب الشقاء والتعاسة الذي أغلقه المولى عنك برفض والدك فاحمدي المولى على قضائه وقدره .
أختي الكريمة إن من ظلم النفس وقهرها أن تقطع حبال السعادة وذلك باختزالها في أمر واحد أختي الكريمة وأظنك عاقلة قادرة على استيعاب هذا المفهوم الجميل وتأكدي أن في مقبلات الليالي ما يسر خاطرك...فسلمي قيادك دائما لخالقك وثقي ثقة لا شك فيها أن ما كتبه لك خير فاستعيدي ضحكتك واهتمي بنفسك فلعل طارق محب قد اقترب منك سيحملك على أكف الراحة ويسقيك من رحيق الود عشقا ويلبسك من حرير العطف مودة ورحمة.
ومضة قلم:
من ظلم النفس والتشديد عليها أن تختزل السعادة في أمر ما قد يتحقق وقد لا يتحقق!