|
القاهرة - سجى عارف:
تحت رعاية سمو الأمير طلال بن عبد العزيز ورئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل وبشعار «المعرفة وطن بلا حدود» شهدت القاهرة أول أمس افتتاح المبنى الجديد لفرع الجامعة العربية المفتوحة بمصر والذي يأتي متزامنا مع مرور عقد كامل على افتتاح الجامعة منذ تأسيسها على يد سمو الأمير طلال رئيس مجلس أمنائها وقد افتتح مقر الجامعة الجديد سمو الأمير الوليد بن طلال ممثلا عن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة وسمو الأمير تركي بن طلال رئيس الهيئة الاستشارية لمشاريع مباني الجامعة ووزير التعليم العالي الدكتور مصطفى مسعد نائباً عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل وبحضور الدكتور موسى محسن رئيس الجامعة العربية المفتوحة والدكتور عبد العزيز خميس رئيس فرع القاهرة والسفير أحمد بن عبد العزيز قطان سفير خادم الحرمين الشريفين بمصر وعدد من أعضاء مجلس الأمناء ورجال الفكر والثقافة والإعلام ومديري الجامعات في مصر والدول العربية وأكد سمو الأمير طلال بن عبد العزيز في كلمته التي ألقاها نيابة عنه سمو الأمير تركي بن طلال أن افتتاحَ المقرّ الجديدِ لفرعِ الجامعة ِ العربيةِ المفتوحة في مصَر العزيزةِ يتزامنٌ مَعَ ما يشهدهٌ هذا البلدٌ الكريمٌ المعطاءٌ، من حراكِ تاريخيٍ يقودهٌ شعبٌ مصرَ الصبور، وهوَ الآنَ يرقبٌ التطورات بذكائه المعهود، وينتظرٌ بأمل ٍ عريض ٍ قطفَ ثمراتِ نهضَتِهِ، رخاءً اقتصادياً، وأمناً اجتماعياً، وتعليماً نوعياً يضعٌ مصرَ في ركابِ العصر ِ، حتَى تعود أرض الكِنانةِ إلى نفسِها وأٌمتها وأشار الأمير طلال أن العالمٌ شهدَ ثوراتٍ علمية ً وثقافية ً وتكنولوجية ً متلاحقة، تفجرت في النصف الثاني من القرن ِ العشرين، ودخلت على إِثِرها الدولُ المواكبةُ لتلكَ التحولات العميقة الألفية َ الثالثةَ متقدمة حيثُ أُطلق عليها مصطلحُ «مجتمع المعرفة»، الذي يتّسمُ أعضاؤُهُ بخصائصَ معرفيةٍ, ومهاراتيةٍ، وسلوكيةٍ، وقيمية تتفاعلُ في بيئاتٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ وأكاديميةٍ حاضنة، ومحفزة لطاقات الإبداع والتجديد ونوها سموه أنه في عصر مجتمع المعرفة يُقاس تقدُم الأُمم وثرواتُها بما تمتلكه من تعليمٍ جامعيٍ رفيعٍ كماً وكيفاً. والذين يمتلكون المعرفةَ هم الذين يُمكنهم أن يتطلعوا إلى إنجازاتٍ اقتصاديةٍ قوية، وتحسين نوعية ومستوى الحياة لمجتمعاتهم. وأكد على اعتمادية الدولُ الناهضةُ جميعُها على التعليم الامعي النوعي في صناعةٍ تقدمها، وتوسيعِ فرصِ الشبابِ للمشاركة. بل أصبحَ للجامعات فيها دورٌ مهمٌ في تنميةِ قدراتِ التعليم الذاتي والتعلم المستمر مدى الحياة وللجميع وقال سموه:اليوم يحقُ أن يملأَ الفخرُ كلّ من شاركَ بفكره أو جهده أو ماله، في مشروعٍ عربيٍ تبنى شيوعَ التعليمِ العالي، وجعلهُ في متناولِ الجميع، خاصةً محدودي الدخل، بالاستفادة من جديد العصر وإمكاناته التقنية اللامتناهيةِ، ذلك هو مشروعُ الجامعة العربية المفتوحة، التي انطلقت من أملٍ راودنا في برنامج الخليج العربي للتنميةِ (أجفند) وتابع قائلا:تمثل امتدادِ الجامعةِ بفروعها في سبعِ دولٍ عربية فمُنذ أيامٍ تم افتتاحُ المباني الجديدة للجامعة في الكويت ووضعُ حجرِ الأساس للجامعةِ في الرياض كما أنه بعد أيام بمشيئةِ الله سيتم وضعُ حجرِ الأساس لفرعِ الجامعةِ في البحرين ويتواصلُ تنفيذُ مشاريعِ الفروعِ في السعوديةِ، ولبنان، وسلطنة عُمان وأختتم سموه بأن هناكَ مؤشراتٌ تؤكدُ أن الجامعةَ ماضيةٌ في إثبات جدواها، ومُخرجاتها تعكسُ نوعيةَ التعليمِ المتميزِ الذي تقدمه. ولذلكَ فسيظلُ سقفُ الطموحاتِ يرتفع، يحدونا الأملُ في أن تنتشرَ هذه الجامعةُ في أرجاءِ الوطنِ العربي، ملبية ً الاختصاصاتِ المطلوبةِ لسوقِ العمل وأكد إن ما حققته الجامعةُ خلال مدةٍ وجيزةٍ ما كان له أن يتمّ لولا توفيقُ الله، ثم النياتُ الطيبةُ التي تَبعها عملٌ مخلص. وفي هذا الصدد نحتفظُ بالعرفانِ لكلِ من ساعدنا في اجتياز البيروقراطية والمركزية القاتلة وتقديرُنا كبيرٌ للدعمِ الذي لاقتهُ الجامعة من مصر ورعايةُ رئيس مجلس الوزراءِ الدكتور هشام قنديل هذا الحفل هو مؤشرٌ لاهتمامٍ جاد وإننا لنشكرُ كل من أسهم في مشروع المباني وممتنون كثيراً لرجال الأعمال الذين تجاوبوا بأريحية اقتناعاً برسالة الجامعة إلى هؤلاء جميعا نُقدم شكرنا وتقديرنا فجزاهم الله خيرا. ووفقَ الله الجميع إلى ما فيه صلاحُ عالمنا العربي من أجل تعزيزِ كرامةِ الإنسان العربي وحريته بعد أن أصبحت المعرفةُ وطناً بلا حدود. رعى الله أمتَنا وزادها من نعيمهِ وتوفيقهِ
ومن جانبه أعرب رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير التعليم العالي الدكتور مصطفى مسعد عن خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لما يبديه من اهتمام ورعاية بكافة القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضايا العملية والثقافية ولصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة على ما قدمه من دعم ومساندة لهذا الصرح التعليمي العربي الكبير متمنيا للمملكة مزيدا من التقدم والازدهار وعبر عن تطلعه بأن يمثل افتتاح المقر الدائم لفرع الجامعة بمصر انطلاقة جديدة للفرع نحو آفاق أرحب من الجودة والتميز وأن يكون إضافة حقيقية لمنظومة التعليم العالي المصرية والعربية توفر للطلاب المزيد من فرص التعليم والتدريب المتميز وقال إن مصر تابعت بمزيد من الاهتمام مسيرة الجامعة العربية المفتوحة منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت واقعا ملموسا بجهود صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز مؤكدا أن نظرة مصر كانت ومازالت نظرة رعاية واهتمام ودعم كامل لهذا المشروع الهام إيمانا بأن التعاون العربي في المجالات المختلفة هو أمر حيوي للوصول إلى تكامل عربي هام يعود بالخير والرخاء على الشعوب العربية جمعاء، مشيراً إلى أن منظومة التعليم التي تقدمها وتقوم عليها فلسفة الجامعة العربية المفتوحة تماثل الأهداف والرسالة ذاتها التي تتوخاها منظومة التعليم العالي المصرية وهو ما يجعل مصر أكثر إصرارا على تقديم كل دعم ورعاية لهذه المنظمة العربية الفتية وقد تم خلال حفل الافتتاح تكريم رئيس الوزراء المصري حيث قدم درع التكريم سمو الأمير الوليد بن طلال كما كرم سمو الأمير تركي والأمير الوليد مديري فرع الجامعة السابقين بمصر وهم الدكتور حسنين ربيع والدكتور عبدالعزيز مخيمر بالإضافة إلى عدد ممن شاركوا في تأسيس وإنشاء فرع الجامعة العربية المفتوحة في مصر والجهات الداعمة بالتمويل والرعاية لمشروع المقر الدائم للجامعة بمصر
ويقع المبنى على مساحة تقدر بـ»23 ألف متر» وقد شيدت مباني الجامعة على أحدث الطرز المعمارية على مساحة 10 آلاف متر تضم القاعات الدراسية والمدرجات ومعامل التدريس ومسرح يسع 200 فرد وعيادة طبية وجميع مبانيها مكيفة بالهواء فضلا عن الملاعب ومواقف السيارات والمساحات الخضراء وتستوعب الجامعة ثلاثة آلاف طالب وتبلغ كلفة مباني الجامعة 100 مليون جنيه ويضم مبنى الجامعة 4 معامل للحاسب الآلي مزودة بأحدث الأجهزة وتتسع لـ30 طالبا، و4 معامل للغات، و14 فصلا دراسيا، ومكتبة ورقية وأخرى إلكترونية تستوعب 96 قارئا، وعيادة طبية شاملة ومسرح بالإضافة إلى مكاتب أعضاء هيئة التدريس والعاملين وقاعات الاجتماعات وغرفة سيمنار تسع لـ 64 شخصا، وقاعة متعددة الأغراض وأستوديو لتسجيل المحاضرات كما يضم المبنى البنية التحتية لتقنية المعلومات التي تتواءم مع النظام التعليمي بالجامعة والمعروف باسم «التعليم المدمج» الذي يجمع بين التعليم المباشر والتعليم الإلكتروني بالإضافة إلى التجهيزات الأخرى التي تخدم الأنشطة الطلابية وتتضمن معمل خماسي للأنشطة الطلابية، وساحتين لانتظار السيارات، ومساحات خضراء واسعة وأماكن لجلوس الطلاب بالساحات الخارجية. ويأتي الاحتفال، بتدشين المقر الجديد للجامعة العربية المفتوحة فرع القاهرة، مسايرا للنهضة العلمية والمعمارية التي تشهدها الجامعة الممتدة في 7 دول عربية حيث تم افتتاح مبنى فرع الجامعة بالأردن ومبنى المقر الرئيسي ومبنى فرع الجامعة بدولة الكويت ويجرى حاليا العمل على استكمال بقية المباني في كل من مملكة البحرين والسعودية ولبنان وسلطنة عمان فضلا عن التخطيط لفتح فروع جديدة في السودان واليمن وفلسطين والمغرب. وتتميز الجامعة العربية المفتوحة بأنها مؤسسة تعليمية غير هادفة للربح تعتمد نظام التعليم المدمج الذي يجمع بين التعليم المباشر وغير المباشر باستخدام أحدث التقنيات المتطورة وتهدف لاستيعاب شرائح المجتمع المختلفة من جميع الأعمار والفئات وتتميز بتقديم برامجها التعليمية في الدول السبع من خلال أفضل وسائل التعلم الالكتروني التي تمنح الطالب حرية اختيار وقت الدراسة المناسب لظروفه.