|
بقلم - دوري كلارك:
في عالمنا المضطرب والمليء بمواعيد العمل، يقوم أسرع سبيل للنجاح أحياناً على وعد الحشود بإيجاد مخرج. ولا شك في أن الأمر نجح بالنسبة إلى تيم فيريس، حيث إن كتابه الصادر في العام 2007 تحت عنوان «أسبوع عمل الأربع ساعات: تخلّص من دوام التاسعة إلى الخامسة، واسكن في أي مكان، وانضم إلى الأثرياء الجدد» The 4-Hour Workweek: Escape 9-5, Live Anywhere, and Join the New Rich بات من أكثر الكتب مبيعاً في العالم، وأصبح اليوم حلاً ناجحاً بالنسبة إلى مجموعة من الناقدين الذين يتجوّلون حول العالم، ويصلهم «أكبر عدد من الرسائل الإلكترونية» في صحيفة «نيويورك تايمز» رداً على بحوث عن مقالة «فرحة الهدوء» ‹The Joy of Quiet.
ويأتي إيجاد مخرج لهذا الوضع على رأس أولوياتي في الوقت الراهن، مع انتهاء نقاهتي الجبرية وتخطيطي لإجازة فعلية في وقت لاحق من الخريف الجاري. وقد ساعدني توقفي عن العمل على إدراك حدة اليأس الذي يصيب عدداً كبيراً من الموظفين الذين يعانون بؤساً وإنهاكاً نتيجة العمل المفرط. ألم يحن الوقت إذاً لنبدأ بقطف الثمار جرّاء هذا الكر والفر المستمر؟
لسوء الحظ، من الأسهل بكثير أن نعزو إنهاكنا في المكتب إلى عدم تمضية بعض الوقت على الشاطئ، بدلاً من أن نقيّم أداءنا بصدق، علماً أن اكتسابك الحق بإجازة في سوق العمل العالمي الشديد التنافسية اليوم مرهون ببعض الشروط المسبقة:
- سبق أن عزّزت مهاراتك: يكثر الكلام في أيامنا هذه عن أوقات العمل المرنة وغيرها من التدابير المبتكرة في مكان العمل. إلا أن مفاجأة قاسية بانتظار بعض الموظفين، الذين يفترضون أن عدداً أقل من الساعات في مكان العمل يشير إلى ساعات أقل من العمل الفعلي. في الواقع، لن تكون قادراً على المنافسة إن عملت لأربعين ساعة في الأسبوع فقط، وكم بالحري إن عملت لخمس وثلاثين ساعة. فالعمل خلال الدوام الذي حدده صاحب العمل وحسب لا يمنحك الوقت الكافي لجمع عشرة آلاف ساعة من الخبرة. وعليك بالتالي أن تستغل لياليك وأيام عطلتك الأسبوعية وإجازاتك.
- عملك ليس مجرد عمل: كيف ينجح فيريس بالتحديد في حصر أسبوع العمل بأربع ساعات؟ هو لا ينجح في ذلك. ففي العام 2008، أعلن في مدونة أن «الهدف لم يكن أبداً عدم القيام بأي عمل... بل على تمضية أطول وقت ممكن للقيام بما نريده». وبالنسبة إلى فيريس، وفي اليوم الذي طُرح عليه هذا السؤال، كان يلمّح إلى المقابلات عبر أثير الإذاعة، وصياغة مقالة في مجلة، ومراجعة تصاميم موقع إلكتروني.
- فلتكن إجازتك أكثر من مجرد إجازة: من المؤكد أنني سأمضي وقتاً ممتعاً خلال إجازتي المقبلة في باريس لاحقاً في الخريف. إلا أنني سأنجز أيضاً بعض العمل القيّم، عبر تحديث آفاقي وشبكة معارفي العالمية. وقد أعددت جدول عمل بلقاءات مع أساتذة في كلية الأعمال، وبدأت أقرأ حول السياسة والثقافة الفرنسية المعاصرة. ومع انتهاء فترة أسبوعين، سيزيد ما أنجزته عن تناول كم هائل من الخبز الفرنسي والجبن، على أمل أن تتكوّن لدي وجهة نظر جديدة قيّمة أضيفها إلى مجموعة مهاراتي.
(*) دوري كلارك مستشارة في مجال الإستراتيجيات، تعاونت مع عملاء أمثال «غوغل»، وجامعة «ييل»، و»ناشونال بارك سرفيس»، وهي مؤلفة كتاب سيصدر قريباً تحت عنوان «إعادة ابتكار ذاتك: حدد علامتك التجارية وتصوّر مستقبلك» Reinventing You: Define Your Brand, Imagine Your Future
© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.