قابلت السيد جميس سميث سفير أمريكا في المملكة ثلاث مرات في ثلاث سنوات متتالية أثناء حضوره لمهرجان اليوم العالمي للطفل والذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، حيث تشارك السفارة الأمريكية وعدد من سفارات الدول العربية والصديقة في هذا المهرجان! وفي كل مهرجان أجده حاضرا يمارس هواية الرسم مع عدد من أطفال العالم في بهو مركز الملك فهد الثقافي! وهو رجل لطيف ومتعاون، ويحب أن يكون له علاقات جيدة مع الجميع . وما قاله سعادة السفير أثناء زيارته للنادي الأدبي في مدينة حائل من رفض الحكومة الأميركية الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلاً كلام مهم، ولقد أشار إلى وجود تعقيدات كثيرة حول الفيلم، وإذا كنا نتفهم تلك التعقيدات حيث إن القوانين الأمريكية لا تجرم من يسيء للأديان، ولكن الإساءة للأديان ثبت بالدليل القاطع أنها تضر بأمريكا وسمعتها بل تهدد أمنها، وتزيد من كراهيتها لدى الشعوب الإسلامية وهي التي كثيرا أعني (الشعوب ) ما تستهدف في دينها وتستثار إما برسوم مسيئة للرسول أو بأفلام أو غيرها! أنا أعرف أن سعادة السفير يعني ما يقول وأثمن كلامه عن الإسلام بأنه دين يترفع عن السخافات! لكن أمريكا وهي البلد الأقوى في العالم من غير المعقول أن تكون ضعيفة أمام من يحاولون الإساءة لها من داخلها مستفيدين من قانون أصبح يضر بها أكثر من فائدته! حيث يضعها قلة من المتهورين في مواجهة مع الشعوب الإسلامية! أنا أعرف أن غالبية الشعب الأمريكي يحترم الإسلام رغم محاولات التشويه! لكن هناك من يغريه هوس الشهرة أو أنه لا يحترم الأديان فيسيء للبشر في معتقداتهم ورموزهم الدينية، ولكن تلك الإساءة هل من الصواب أن تضل في دائرة الحرية التي يحميها القانون إذا كانت تعرض العلاقات بين أمريكا والشعوب والأديان إلى مخاطر وصدامات؟! سعادة السفير قال إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هو أول من دعا إلى حوار الأديان وهو رجل يمتلك الحكمة! وهذا كلام صحيح فالملك حفظه الله مهتم بتحقيق السلام في العالم وله مبادرات كثيرة، ولكن أين الدور الأمريكي الرسمي في التعاون في مثل هذا الأمر الذي أصبح ملحا بعد الأحداث المؤسفة التي حصلت في ليبيا وغيرها من الدول . إن من مهام السفراء تقديم المشورة إلى حكوماتهم، وسعادة السفير الذي يحظى بالاحترام هنا، من الممكن أن تصل مشورته إلى حكومته التي قد لا تعرف أكثر منه حول مشاعر الغضب التيستولي على الناس بعد الإساءة لنبيهم! ولعله مقتنع الآن حول ضرورة أن يكون هناك قانون يحمي الأديان والأنبياء من تطاول الذين يمارسون استعداء الشعوب وإهانتها في معتقدها، لأن ذلك الكلام الجميل الذي قاله سعادة السفير في حائل نأمل أن يكون له صدى في واشنطن! فربما تكون مشورته سببا في منع الإساءة للأنبياء والأديان، وبالتالي وقف ما ينتج عنها من عنف وإراقة للدماء التي يجب أن لا تراق لو وجدت الإرادة بمنع الإساءة وتجريم من يفعل ذلك!
alhoshanei@hotmail.com