عندما يقع جارك أو أخوك أو زميلك.. أو حتى من لا تربطك به أي من هذه الروابط في (محنة) ما، فلا تبادر إلى الشماتة به.. بل ادع الله أن يعافيه ولا يبتليك.
ورسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك). رواه الترمذي وحسّنه.
ذلك أنني لاحظت بأن بعض الهلاليين يتشمتون ويسخرون مما أصاب أقرانهم من النصراويين الذين أصابتهم حمّى المبالغة في التعبير عن احتقانهم وحقدهم على الهلال إلى درجة إقامة الاحتفالات ونحر القرابين ابتهاجاً بخروج الهلال من المسابقة الآسيوية؟!!.
لا شك بأننا متفقون على أن القوم قد ذهبوا بعيداً في لُج (لوثة) الابتهاج مما جعلهم -تلقائياً- مادة طريّة وطيّعة لكل من يريد أن يسخر ويتشمت للحال التي بلغوها فكراً وممارسة.. ولاسيما إذا وضعنا مقارنة مدعمة بالوقائع والوثائق بين الحال الهلالية والحال النصراوية الراهنة، سواء من حيث الحضور، أو من حيث تحقيق البطولات والمنافسة عليها.. وأنه لا يمر موسم دون أن تحتفل الجماهير الهلالية بتحقيق بطولة أو أكثر، في حين تترقب الجماهير النصراوية أي خسارة أو إخفاق هلالي كي (تدب) الحياة في الشرايين، ومن ثم التعبير عن ذلك بإقامة الأفراح والليالي الملاح، وتبادل التهاني والتبريكات، ونحر القربات و، و، إلخ..!!.
إلاّ أنني لا أرى في كل ذلك من المسوغات ما يدعو أو يبيح لأي عاشق هلالي، النزول إلى مستوى التشمت والسخرية من أولئك الذين ابتلاهم الله بهذه (العاهة).. بل عليهم أن يشكروا الله ويحمدوه أن عافاهم منها ومن آثارها وتأثيراتها وتداعياتها.. فبالشكر تدوم النعم.
يكفي يا أخي أن تدرك بأن ذلك (المحتفل) البائس الذي يأخذ على هلالك عدم تحقيق بطولة آسيوية منذ عشر سنوات.. لم يتذوق طعم الاحتفال بأية بطولة ذات قيمة من أي نوع منذ عقود.. لذلك قرر أن يجعل من خسارة الهلال يوم احتفال يمارس فيه أفراحه المكبوتة، والتعبير عن حرمانه وبؤسه الأزلي؟!!.
تخيل أن جيلاً بأكمله لم يذق طعم الاحتفال بالذهب سوى مرة واحدة على المستوى الأولمبي بينما تضيق خزائن ناديك بأشكال وألوان الذهب على كافة المستويات.. لهذا تراه يتلمس بل يتسول لحظة فرح لا يشترط البتة أن تكون في إطار المنطق والمعقول.. المهم فرحة والسلام؟!!.
إذن: ولكي نضع الأمور في نصابها.. لا بد من إخضاع الحالة لقدر من التحليل العقلي بوضع مثال لها فنقول: هب أنه كلما كانت لديك مناسبة سعيدة تتفاجأ بجيرانك يمارسون اللطم والنياح تعبيراً عن استيائهم وسخطهم.. فيما تتفاجأ بهم مثلاً، يرقصون ويفرحون ويمرحون ابتهاجاً بمصيبة أصابتك (لا قدّر الله)، ألا تُعد هذه التصرفات ضرباً من ضروب الاختلال المرضي الذي يستدعي الشفقة والدعاء لهم وليس التشمت والسخرية لأنهم في محنة، لهذا أناشد الجميع من هلاليين وغير هلاليين ألاّ يسخروا أو يتشمتوا، فقد يعافيهم الله ويبتلي كل من تشمت أو سخر منهم بمثل ما أصابهم.