أنا هنا أتحدث تحديدا عن حق الناس وحريتهم في اختيار ما يرونه أنه الأقرب إلى ما يميلون إليــه ويستطيعون الانجاز والإبداع فيه، أتحدث هنا على وجه الخصوص عن طلابنا الذين يقول عنهم تاريخنا التعليمي: إنه لا صوت ولا رأي لهم فيما يتعلمونه، طلابنا وهم يتعلمون في مدارسهم أشبه بقطار يتحرك على قضبان لا يستطيع أن يحيد عنها قيد أنمله. أجمل ما في النظم التعليمية المتقدمة هو أن الطلاب هناك يجدون أنفسهم باستمرار أمام طيف عريض من الاختيارات والبدائل (Choices)، يختارون منها يتوافق مع رغباتهم وقدراتهم وميولهم، ولذا فلا عجب أن يتخرج من مدارسهم مبدعون وعلماء. في المقابل أسوأ ما في نظامنا التعليمي هو قسر طلابنا على دراسة حزمة كاملة من المقررات التعليمية مع تجاهل تام لرغباتهم وميولهم، ودون احترام لفرديتهم ولما بينهم من فروق، ولذا فلا عجب أن حجب عنا نظامنا التعليمي ظهور أفراد مبدعين ومنجزين. لا يوجد اليوم في العالم نظام تعليمي محترم ومتميز يتجاهل ميول ورغبات واهتمامات طلابه.
أستاذ المناهج بجامعة الملك سعود