الجزيرة - المحليات:

اجتمع بياض قلوبهم مع لون ملابس الإحرام الطاهرة، ليضفي على ملامحهم مساحة ملائكية يندر تكرارها على محايا من يرون نفسهم أصحاء.

تجمع عشرات الأطفال من منسوبي جمعية الأطفال المعوقين صباح أمس الأول في الساحة الرئيسة لمركزهم بالرياض ليمارسوا تجربة مناسك الحج على نماذج مصغرة من الكعبة والمشاعر المقدسة، فيما تتردد في الأجواء من حولهم أصوات تهليلهم وتكبيرهم وتسبيحهم.

رغم ظروف إعاقاتهم وصعوبة تحركاتهم إلا أنهم تسابقوا في أداء المشاعر بدقة وفرح، تصحبهم نصائح وإرشادات معلماتهم، وتراقبهم وتشجعهم عيون وقلوب أمهاتهم.

بين الطواف حول مجسم الكعبة والسعي بين نموذجي الصفا والمروة، ورمي الجمرات، والجلوس في مخيمات منى، والسير إلى شبيه جبل عرفات قضى الأطفال أكثر من ساعتين رائعتين.

عن تلك التجربة تقول الأستاذة سحر الحشاني، مديرة القسم التعليمي بمركز الجمعية بالرياض: «تطبق الجمعية برامج تربوية تعليمية تأهيلية تستهدف في المقام الأول مساعدة الأطفال في التغلب على ظروف إعاقاتهم، وإتاحة الفرصة لهم لخدمة أنفسهم والاندماج في المجتمع، وتمثل تلك الأنشطة التثقيفية والترفيهية محوراً مهماً في هذا المضمار».

وأضافت الحشاني: «نحرص في الجمعية على مشاركة الأطفال في كافة المناسبات الدينية والوطنية تعزيزاً لمشاعر الانتماء، وتنمية للقدرات العقلية والذهنية، وتشجيعاً للانصهار في المجتمع».

وأشارت إلى أن التدريب على مناسك الحج يعد نشاطاً سنوياً يمارس في مراكز الجمعية، نتوجه كثيراً بتنظيم رحلات لأداء العمرة للأطفال، وزيارة الحرمين الشريفين، وهو الأمر الذي يجد ابتهاجاً وتأثيراً لا يقارن لدى الأطفال تتسابق فيه مشاعر السعادة، والاعتزاز بالقدرات الشخصية.