لن تكون تالا النائمة الآن في ضريحها، ولا المحروق بالمكواة عبدالعزيز في جدة، ولا الزوج المقتول في الخُبر، وزوجته التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت في الخُبر, ولا الرضيع مشاري الذي مات برضعة ممزوجة بسم الفئران بالظهران.. ولا.. من قبل.. ولا من بعد.. آخر ضحايا عنف المستخدمين في البيوت، من خدم وسائقين، مهما تعددت أهدافهم من السرقة، وضعف النفس, وأمراضها، وربما الانتقام من معاملة قاسية غير إنسانية، وربما غيرة وحسد بعامل المقارنة، والتمني.. وربما وربما..
لن تكون هذه الحوادث الأخيرة؛ ذلك لأن الأسباب لم تعالَج بصرامة.. أو ربما لم تُدرس كما تحتاج إليه..!
نسأل الله أن يحفظ الصغار، والكبار.. ويديم الاطمئنان في النفوس.. ويسخِّر للجميع من يخشى الله، ويتقيه في خدمتهم.. ويلهمهم حسن التعامل، والتخلق الحسن مع مخدوميهم..
إن الأمر استفحل وانتشر, وبات الكل ينام، ويتحرك، وفي نفسه ريبة ممن يعيش معه تحت سقف بيته ليخدمه..
بينما هو مصدر قلق له..!!
مما كان، ولا يزال يقال: إن الفاسد القليل، يقضي على السليم، وإن كثر.. أو نحواً من هذا المعنى بصيغ مختلفة، ترد حتى في الدعاء: «ربنا لا تؤاخنا بما فعل السفهاء منا»..
إن السيل لا يعرف طريقه، ولا ينتقي غريمه..
فالأمر جلل.. ويقض الراحة.. يقلق المفكر.. والمتأمل والسائل عما يحدث..؟
وينبغي له حل باتر, ودواء ناجع..
هل هو في إيقاف استقدام خدم المنازل.. والسائقين..؟ إذن فما المقابل المعادل..؟
إذ لا تزال المواصلات العامة لا تخدم الأحياء، ولا توفر السرعة المبتغاة لتسديد حاجات الأفراد، بمن فيهم النساء، والطلاب والمرضى وو..
ولا تزال البيوت غير مصمَّمة لتهيئة الخدمة الذاتية.. ولا خدمات الأحياء.. أسوة بالدول التي تخفف تصاميم بيوتها وخدمات أحيائها احتياجات الساكنين للخدم والسائقين..!!
ألا وإن متغيرات شاملة في البلاد تمر بها عادات المعيشة، والعمل, وحاجات المرحلة.. إذن فإن تغييراً جازماً لا بد أن يوظَّف له من الأفكار الجادة، والترتيب المنظم الدقيق, ما يواجه بهما احتياجات الوقت، وسلبيات الأحداث، في مقابل حاجات الأسر، والأفراد؛ كي لا تستيقظ المدن على جرائم قتل، وحرق، ونهب، واعتداء مفاجئ، ممن ركنت إليهم النفوس داخل البيوت..! فاستنمروا، وأضرموا.. وسفكوا وأقلقوا..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855