في مقالي تحت عنوان “ثامنة داود” والمنشور في هذه الزاوية يوم الجمعة 26-11-1433ه فهم بعض من قرأوا المقال فكرته بالمقلوب وبصورة خاطئة بعيدة تماما عما كنت أرمي إليه، بل إن هذا البعض لبس لبوس المحامين مدافعًا عن داود ومهاجمًا منتقديه وبصورة فجة تعبر عن نوايا وصولية، وفي جرأة مستغربة وصلت حد استخدام عنوان مقالي وهو حق فكري وأدبي أملكه ولا يخول لأحد من الناحية المهنية على الأقل استخدامه إلا بالإشارة إلى مصدره.
أعود لمقالي السابق تحت عنوان “ثامنة داود” وأوضح أن نقدي ليس لشخص داود فهو إعلامي وطني، ولا لذات البرنامج فهو برنامج هادف يكفيه أنه يعنى بهموم المواطن ومشكلاته اليومية. نقدي فقط لأسلوب الطرح وما يدور داخل الأستوديو وتساؤلي دائما هل يمكن أن توفر مثل هذه الأجواء المرتبكة مناخًا ملائمًا لتشخيص المشكلة بعمق وصولا للحقيقة التي ينشدها الجميع وتمكن المقدم من استنطاق الضيف للحصول على معلومات مغيبة؟ من وجهة نظري أعتقد أن الحوار سيظل ولساعة كاملة في حالة كر وفر بين المقدم والضيوف هذا يحلف وأولئك يستغفرون ونخرج في النهاية دون نتائج.قارنت بين مقطعين الأول لبرنامج قدمه الشريان قبل سنوات في قناة دبي اسمه المقال والآخر لبرنامجه الحالي الثامنة فوجدت بونا شاسعا بين البرنامجين، ففي برنامج المقال يناقش داود الضيوف بأسلوب لافت وراكد ويصل إلى الهدف بسهولة، بينما في برنامج الثامنة يغلب على حواره الانفعال والمعالجة غير المتعمقة. أسلوب رفع الصوت وتحمير العيون وإرهاب الضيوف وخاصة الضعوف منهم وهو ما لا يجدي كثيرا، قد ينفع في إثارة العامة والبسطاء ويستقطب مدرجهم العريض لكنه لا يرتقي أبدا لذائقة النخب الفكرية. لن أنساق وراء المطبلين للبرنامج لحاجات في أنفسهم لكنني سأكتفي فقط بنقد البرنامج أملا في تطويره لقناعتي أنه يمثل واجهة مشرقة ومنبرا للنقد الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى لذا نتمنى أن يكون أسلوب داود مع الضيوف بذات الوتيرة فلا يكون لينا سهلا مهادنا مع الكبار وسوطا غليظا على الصغار فيطبطب على كبير القوم ويغسل شراع صغيرهم، وأن يتخلص من الأسلوب التمثيلي المبالغ فيه. حين غاب أكثر من مسئول عن البرنامج وضع داود مكانه لوحة كتب عليها غائب الذي أعرفه أن من حق المسئول الاعتذار لأي برنامج أو صحيفة والأمر الأهم ألا نضع المسئول دائما في موقع المتهم فليست هذه مهمة البرنامج بل إن مهمته تشخيص المشكلة ومحاولة إيجاد الحلول بأسلوب مقبول يحفظ للضيف مهما كان وزنه وهيبته ووقاره، ثم إن معايير البرنامج تهبط في بعض حلقاته فتتم دعوة ضيوف غير معروفين أو على الأقل ليس لديهم ما يشفع لهم بالظهور ما يؤدي إلى إضعاف البرنامج على المدى الطويل.
من حق داود أن ينال إعجاب وثناء عامة الناس من المشاهدين والمتابعين ومن يعملون معه خلف الكواليس داخل الاستديو وحتى من يعملون تحت رئاسته في قناة الـ”ام.بي.سي” ولكن المهم ألا يفوت على فطنته أن هناك من ينتهجون أسلوب التطبيل ليحصلوا على مكتسبات تمهد لهم الطريق للظهور في البرنامج أما المرؤوسين فيكفيهم رضاء مديرهم عنهم، وأما نحن فلا نريد إلا تطوير البرنامج.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15