|
كتب - علي الصحن:
بداية، لا بد من الاتفاق على أن العمل معرض للأخطاء، وأن كل من يعمل لا بد أن يخطئ، ويقع في بعض الزلات والهفوات التي يفرضها ضغط العمل اليومي وتشعبه. والزميل عبدالكريم الجاسر مدير المركز الإعلامي في نادي الهلال، الذي جاء اختياره وسط مباركة واتفاق منقطعَيْ النظير من الهلاليين كافة بمختلف أطيافهم وتنوع توجهاتهم، يبذل الجهد الكثير في المركز الإعلامي، ويدافع عن النادي في كل منبر لدرجة أن مداخلاته وردوده كانت محل حديث الهلاليين طوال الفترة التي تلت توليه المنصب الأزرق، وكانت آراؤه محل تقديرهم ومحفوظة في أجهزتهم الذكية؛ ما عزز قرار إدارة النادي في اختياره للمنصب، وزاد من حجم الثقة في شخصه وقدرته ومؤهلاته.
ومع مرور الأيام وزيادة الأعباء وتشعب الأعمال والمسؤوليات لا بد أن يكون هناك مجال للوقوع في الخطأ، ولا يمكن أن يظل المرء أياً كانت قدراته وملكاته ومواهبه على النمط والقدرة نفسيهما، فضلاً عن أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأنه ليس من المعقول أن يسير الشخص، خاصة المسؤول، وفقاً لرغبة فلان ورأي فلان وما يريده فلان، ولاسيما وهو يعمل في ناد كبير بحجم الهلال وتاريخ الهلال وبطولات الهلال.. وقبل ذلك كله شعبية الهلال.
وعندما يأتي إنسان، أي إنسان، سواء كان إعلامياً أو مسؤولاً أو لاعباً سابقاً وينتقد العمل فلا بد أن يقدم مبرراته ومسببات انتقاده حتى يكون مقنعاً في كلامه، وحتى يأتي بالدليل على أن توجهاته تمليها المصلحة العامة وليس الأهواء الشخصية ونوازع النفس البشرية، أو في أسوأ الأحوال ترديد ما يقوله الآخرون وتبنيه على أنه هو الواقع. والأغرب من هذا كله أن يخرج أحدهم لترديد كلام يملى عليه دون أن يعرف الحقيقة أو يعايش الواقع ويدرك حقيقة الظروف.
قد يكون الزميل عبدالكريم الجاسر مخطئاً في بعض أحاديثه أو ردود فعله، وقد يكون استعجل بعض الشيء في الرد على بعض الأسئلة، يدفعه في ذلك حرصه وجديته في العمل، إلا أن المضحك أن يحاول البعض جاهدين النيل من شخصه في كل منبر، ومحاولة العزف على وتر أنه أحد أسباب - بل أول أسباب - إخفاق الهلال في دوري أبطال آسيا، بينما المنطق يقول إن هناك أسباباً أخرى للإخفاق، لا يمكن أن يكون للمركز الإعلامي والعاملين فيه دور فيها مهما حاول البعض تسمية الأشياء بغير أسمائها، إما لتصفية أشياء قديمة، أو للظهور بمظهر البطل أمام من تروق لهم مثل هذه الآراء والتوجهات.
لقد عمل الجاسر الكثير في المركز الإعلامي، وأحدث نقلة تطويرية هائلة فيه، لا ينكرها إلا جاهل أو جاحد، وجماهير النادي أكثر من يعرف ذلك.. ولعل في طريقة حديث بعض الإعلاميين - مثلاً - عن المركز الإعلامي بعد قرار إيقاف بث الأخبار إلى الصحف وحصرها على الموقع الرسمي خير دليل على أن البعض يتصيد الأخطاء، رغم أن الإعلامي المهني الحقيقي لا ينتظر وصول الأخبار المعلبة إليه بل هو مطالب بالبحث عنها ورصد ردود الفعل بشأنها؛ فالخبر حالياً يصل إلى المرء وهو في آخر الدنيا.. ويظل بانتظار التعليق عليه وردود الفعل حياله. كما أن دور المركز الإعلامي يتجاوز كثيراً نشر أخبار النادي وإرسالها لوسائل الإعلام، وهذا ما يفعله الزميل الجاسر الذي يسعى لتطوير العمل والرقي به فينجح في 99 % من مساعيه.. ويلتقط البعض الـ 1 % وينفخونها بحثاً عن النيل منه.. ويفرحون بذلك أيضاً.