افتتح كتاب (رنات قلم في الشعر والأدب والمجتمع) للأستاذ خالد بن محمد الخنين بعبارة جميلة للخليفة عمر بن عبد العزيز يقول فيها: فتشت فلم أجد ألذ من النظر في عقول الرجال.
وجاء في المقدمة: هذه الرحلة المتنوّعة تضم مجموعة من الدراسات والمقالات في آفاق الأدب والشعر والحياة الاجتماعية والفكرية والنقدية.
وتحت عنوان (الرواية والشعر) قال المؤلف: إن كثيراً من مروّجي الفكرة القائلة: إن خانة الصدارة لا تتسع إلا لنوع أدبي واحد قد يكون الشعر وقد يكون الرواية وقد يكون غيرهما يحاولون علمنة هذا الرأي بتسويفات تمايزية بين هذه الأنواع من ذلك أنهم يرون أن الرواية استطاعت أن تحد من انتشار الشعر وصدارته لكونها تتصف بحيوية الاستجابة وهي لذلك لا تتعرض للانكسارات أو الإحباطات التي يتعرض لها الشعر وبذلك فهي قادرة على امتصاص النكسة واستيعابها.
وتحت عنوان: نزار قباني قيثارة الشعر.. قال:
نزار من المنظور الشعري ذو لغة شعرية ومفردات تتراقص فيها الحروف وتتعانق الكلمات وكأنك وسط خميلة غنّاء لا تضم إلا الزهر والرياحين والورد.
قال عنه الأديب عبد الغني العطري: إنه بحق مالئ دنيا الأدب بالكلمة الحلوة واللفظة الأنيقة والمعنى البليغ.. حين يذكر اسمه يفوح عطر الغوطة ويعبق ياسمين دمشق ويبسم بردى ويزدهي قاسيون وتمطر السماء ورداً وفلاً ويطل البنفسج ويضحك السوسن والفيروز.
ولعل من القصائد التي تحمل تلك المزايا قصيدته في دمشق:
يا شام إن جراحي لا ضفاف لها
فامسحي عن جبيني الحزن والتعبا
ورجعيني إلى أسوار مدرستي
وارجعي الحبر والطبشور والكتبا
أتيت من رحم الأحزان يا وطني
أقبل الأرض والأبواب والشهبا