أمراض الجهاز التنفسي هي أمراض بكتيرية أو فيروسية تنتقل العدوى بها عن طريق هواء الزفير والرذاذ المتطاير من المريض مع السعال أو العطاس أو الكلام أو ملامسة أدواته الشخصية، وهي من أكثر وأسهل الأمراض انتشارًا بين الحجاج بسبب الزحام وسوء التهوية. وتنقسم أمراض الجهاز التنفسي إلى نوعين منها:
أمراض الجهاز التنفسي العلوي
وهي من أكثر أمراض الحج شيوعاً وانتشارًا وتشتمل على: الزكام (الرشح) والأنفلونزا والتهاب الحنجرة والتهاب اللوزتين. وفي أغلب الأحيان لا تؤدي هذه الأمراض إلى مضاعفات، لكنها مؤذية للحاج، وتصيبه بالإرهاق والإنهاك.
وتأتي أعراضها باحتقان وثقل في الرأس، وانسداد في القنوات الأنفية، وعطس مستمر، وصداع وسيلان مخاطي، واحمرار في العينين، وارتفاع في درجات الحرارة قد تبلغ 39 درجة مئوية وأحياناً أكثر.
أما العلاج فيكون بالراحة والإكثار من السوائل، واستخدام الأدوية المزيلة للاحتقان، وفي حالة وجود حمى عالية والتهاب شديد في البلعوم أو صداع شديد يجب عندها استشارة الطبيب، وتناول المسكنات وخافضات الحرارة مثل البنادول، أو البروفين، أو الفولتارين، وفي حالات السعال الشديد يعطى المريض الأدوية التي تخفف من حدة السعال الشديد أو أدوية طاردة للبلغم.
أمراض الجهاز التنفسي السفلي
1- التهابات ذات الرئة
وهي من الالتهابات الحادة التي تصيب الأشخاص خصوصاً الذين يعانون من الوهن العام والمصابين بأمراض المجاري الهوائية المزمنة والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية ونقص المناعة، كما أن تقلبات الطقس السريعة والحادة غالباً ما تلعب دوراً هاماً في حدوث الالتهابات التنفسية والرئوية.
2- الربو والالتهابات الناتجة عن الدرن
وتأتي الأعراض بشعور بالبرودة، وارتفاع درجات الحرارة تصل إلى 40 درجة مئوية مع تعرق، وصداع وألم في الصدر، يزداد أثناء الشهيق والسعال، وسعال شديد جاف لمدة يومين تقريباً ليتحول بعدها إلى سعال مصحوب ببلغم، وضيق التنفس في الحالات الشديدة.
أما العلاج فيأتي بالراحة، واستخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل البنادول، أو البروفين، واستخدام الأدوية الطاردة للبلغم، وإعطاء المريض المضادات الحيوية تحت إشراف الطبيب.
الإنفلونزا
الإنفلونزا مثلها مثل جميع الأمراض المُعدية التي تنتشر عن طريق الهواء والتنفس وإفرازات الأنف والجهاز التنفسي، وتنتشر بسهولة بين الحجاج وبالأخص مع الزحام والأماكن المغلقة، فالوقاية منها جميعاً تكون بالطريقة نفسها وهي التقليل من الزحام، والتهوية الجيدة لجميع الأماكن، وعدم التواجد في الأماكن الرطبة وقليلة التعرض لأشعة الشمس، وفي حالة عدم التمكن من ذلك - كما في الحج- ينصح بوضع كمامات الأنف والفم في حالة الشك في وجود عدوى، مع العناية بغسل اليدين عند التعامل مع الآخرين المشكوك في إصابتهم. هذا بالإضافة إلى التغذية الجيدة، مع أخذ فترات جيدة من النوم والراحة حتى تتحسن المناعة والحالة الصحية، وبالأخص تناول كميات جيدة من الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات، لأن من أهم أسباب سهولة العدوى الإرهاق وسوء التغذية وعدم النوم بما يكفي. كما ينبغي تجنب التغير المفاجئ لدرجات الحرارة بالجو المحيط، مثل الدخول المفاجئ إلى أماكن شديدة البرودة أو المكيفة عند النوم، فالبرودة الشديدة هي من أسباب سهولة العدوى، وكل هذه التغيرات المفاجئة في درجة حرارة الجو تسهل من الإصابة. ولابد من التفرقة بين الزكام والإنفلونزا والتهاب اللوزتين والتهاب الشعب الهوائية، والتفرقة بين الالتهاب الفيروسي والبكتيري. وللأسف فإن الكثير من الحجاج يسارع إلى تناول المضادات الحيوية عندما يشعر بهذه الأمراض وأغلبها فيروسات لا تحتاج إلى ذلك مما يضعف من مقاومته للعدوى بالفيروسات بشكل كبير. كما أن مجرد وجود رشح بالأنف مع عطس دون ارتفاع في درجة الحرارة لا يعني وجود إنفلونزا.