|
المدينة المنورة - مروان قصاص:
تزدحم ساحات وأروقة مسجد الميقات هذ الأيام بأعداد كبيرة من الحجاج الذين يتوافدون على المسجد في آبار علي لأنه ميقات أهل المدينة ومن يمر بها لعقد نية الإحرام بالحج أو العمرة قبل أن يواصلوا سيرهم إلى مكة المكرمة ويعرف هذا المسجد بعدة أسماء فهو مسجد الإحرام أو الميقات وهو من المواقيت التي حددها النبي عليه الصلاة والسلام، كما يعرف بمسجد أبيار علي وسُمّي بهذا الاسم لأن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضى الله عنه كما تقول الروايات قام بحفر آبار عندما أقام في ذي الحليفة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
كما يسمى مسجد الشجرة ومسجد المعرس وهو يقع ضمن امتداد وادي العقيق وهو واد مبارك كما أطلق عليه النبي عليه الصلاة والسلام هذا اللقب وقد أصبح موقعًا للإحرام لمن يريد الحج أو العمرة، ويقع المسجد على الجانب الغربي من وادي العقيق ويبعد عن المسجد النبوي قرابة 14 كيلو متراً وقد بني المسجد في عهد عمر بن عبدالعزيز عندما ولي إمارة المدينة المنورة 87 ـ 93هـ، وجدد في العصر العباسي ثم جدد في العصر العثماني في عهد السلطان محمد الرابع ما بين عام 1058 ـ 1099هـ، وكان صغيرا جدا مبنيا من اللبن والحجارة ولم يكن الحجاج والمعتمرون في المواسم يجدون راحتهم فيه فأمر الملك فيصل بن عبدالعزيز- رحمه الله - بتجديده وتوسعته.
ومع زيادة عدد الحجاج والمعتمرين صدرت الأوامر السامية بمضاعفة حجمه عدة أضعاف وتزويده بالمرافق اللازمة فأصبح المسجد محطة متكاملة للمسافرين حيث بُني على شكل مربع مساحته 6000 متر مربع، ويتكون من مجموعتين من الأروقة تفصل بينهما ساحة واسعة مساحتها ألف متر وله أقواس تنتهي بقباب طويلة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 16 مترا ويتسع المسجد لـ 5000 مصل على الأقل.
وللمسجد مئذنة متميزة على شكل سلم حلزوني ارتفاعها 62 مترًا, فيما تتصل بالمسجد مباني الإحرام والوضوء كما بني من جهته الشرقية سوق لتأمين حاجات الحجاج وأنشئت في الجهة الغربية منه مواقف سيارات وحديقة نخيل واسعة.