يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (8) سورة الإنسان، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). ولا شك أن الوقف هو من أفضل الأعمال الخيرية التي تتسم بالدوام والاستمرارية وتحقق الفائدة للمجتمع والأجر العظيم من الله لصاحب الوقف. وأن ما تقوم به إدارة أوقاف صالح بن عبدالعزيز الراجحي وبناء على ما أوصى به -رحمه الله- من تخصيص ثلاثة مشاريع زراعية داخل المملكة تضم أكثر من 250 ألف نخلة تنتج أجود أنواع التمور، وباستخدام وسائل الري الحديثة ليتم توزيع ريعها في الأوجه المختلفة من المصارف الخيرية داخل المملكة وخارجها، لهو مثال يحتذى به في العمل الخيري. وأن حصول إدارة الأوقاف على ميدالية يوم الغذاء العالمي لعام 2011م، كداعم للأمن الغذائي العالمي من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لهو أكبر شاهد على أهمية هذا الوقف وعلى الدور الذي يقوم به في مجال المساهمة في التخفيف من آثار الجوع ونقص التغذية الذي يصيب الكثير من شعوب العالم ومنها الشعوب الإسلامية. وأن هذه الجائزة تأتي امتداداً لما تقوم به المملكة من مساهمات في الحد من الفقر وتوفير الغذاء للفقراء في العالم، ومن ذلك ما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من تقديم منحة قدرها خمسائة مليون دولار إلى برنامج الغذاء العالمي، وكذلك ما تقدمه المملكة من مساعدات إنسانية لجميع دول العالم التي تحدث بها الكوارث والفيضانات.

*وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية