لست مشوقة لأخبار السياسة، لأنني لا أثق في قدرة قواها الكبرى لتحقيق أمن العالم..,
طالما إسرائل مغروسة بعنوة، والحروب لا تقف بين القادة الظالمين، وشعوبهم المدمَّرين في العالم الأضعف منها, على مرأى من عيونها.. وهي تقف لا تفعل غير الكلام فيما يسمع السامع، ويفزُّ النائم..!
بل إنني لست على يقين من طموحها الإيجابي تجاه الإنسان ليكون حقا سعيدا في الحياة, كما تحمل من رسائل للناس العرائض، والأخبار, وبنود الاتفاقات التي بلسانها..
هذه السعادة التي هي غاية ما يتطلع إليه فقيرُ, وغنيُ هذا العالم الذي يمر بأحرج حقب حياته، ومفاصل تاريخه, ولا يجد منها إلا النزر اليسير..!
السياسة الدولية في ظني، هي واجهة أنيقة فاخرة، مهابة، لخلفية مسرح ذي أنفاق.. تختلط فيه القصص, والتمثيل، والممثلين..
مسرح من ورائه ما لا يُحصى من الستائر..، والحجرات..، يُحشد له جمهور بحجم الأرض.. واختلاف البشر..، وكلهم يتفرجون، ولا يفهمون.., ويسمعون، ولا يفهمون..!
لذا أنجو برأسي من صداع ترسله إليه في كل صباح، ومساء أخبارها في العالم الشاسع، بمسرحياتها..!
وأكتفي بواقع الإنسان.. همنا الكبير جميعنا، وحلمنا الأكبر جميعنا..! لنبحث معا سبلا تقيه وعثاءه, وتيها يحيط به من غثاء فاض زبده.., وقلَّ معه ما ينفع الناس على الأرض..!
لكن من الأخبار السياسية الأخيرة الطريفة التي عبرت بي، ذلك التعقب الدقيق من الباحث الأمريكي أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد الأمريكية، «جيروم كورسي» لخاتم الرئيس أوباما، الخاتم الذي قد اقتناه من إندونيسبا قبل زواجه كما يقول الباحث المتتبع لإصبع الرئيس،.. الذي استمر في ارتدائه حتى الآن في مناسبات عديدة، حيث وجد «كورسي» أنه منقوش بعبارة لم يرتح له خاطر, ولم يسند له رأس على وسادة منذ 1980 أي قبل ثلاثة عقود، وأكثر حتى اكتشف أنها جملة (لا إله إلا الله).. التفاصيل نشرتها (المصري اليوم في عدد الأحد 14أكتوبر 2012).
هذا التقصي من الباحث، حتى اكتشف العبارة وصرح بها، من الأخبار البارزة في الساحة السياسية الأمريكية.
ففي هذا الأمر, يلمح الباحث إلى أن هناك علاقة بين أوباما، والإسلام، وهذا وحده يضع الرئيس في حرج.., لا سيما أن الباحث قد أورد تصريح أوباما بجمال صوت الأذان للدعوة للصلاة عند الغروب..!! في مناظرة أجراها 2008، وبحبه للإسلام، وأنه يرتدي الخاتم في البيت الأبيض...!
وموضوع مثل هذا يحرج موقف الرئيس في العرف السياسي الأمريكي, خاصة عند إثارة موضوع الجملة على الخاتم في هذه الفترة، بينما الانتخابات لتجديد فترة رئاسته قد تلمظ وقتها..!!
فالسياسة إذن تدخل أنفها حتى في خفايا الصدور..!!
إذ حتى الخاتم في إصبع رئيس، غدا يلوح بما يمكن أن يكون موقفا منه في بلاده..
ألا يؤيد هذا، أن السياسة ليست مشوقة أبدا..؟
وأنها واجهة فاخرة، لخلفية مسرح لا يمكن قراءة نصوصه بوضوح..؟!
وأن هناك العديد من المنابع غير السياسة، يمكنها أن ترفد الأقلام، والأفكار، بما يخرجها لبراح أوسع, وأمل أكبر، لمن يريد أن يقي رأسه من صداعها المتواصل؟!!
أعان الله الساسة وجعلهم رسل خير.. في كل مكان من العالم المتنامي،
وكذلك كتابها، وكلَّ متابعيها..
وحفظ سلام الإنسان..
وهيأ الحياة للسلام..
ومنحنا رؤية تتسع لفضاءات الإنسان..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855