ليست المسافة بين مكة وجدة طويلة ولكن سلسلة السيارات المتواصلة قد أطالتها حتى تضاعف الوقت الذي قضيته في هذه الرحلة مما أتاح للقريحة الشعرية أن تجود ببضعة أبيات في مناجاة الله سبحانه وتعالى، مطلعها:

بك أستدني المدى أطوي القفارا

وأرى الليل وإن طال نهارا

هي رحلة مباركة لأنها كانت من أجل المشاركة في حفل تخريج ألف حافظ وحافظة لكتاب الله، أقامته جمعية (خيركم) لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة جدة.

بدئ الحفل الساعة الثامنة مساء حينما حضر الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، وهو معروف بحضوره في الوقت المحدد في المناسبات التي يرعاها وقد تأكد لي ذلك من خلال عدد من المناسبات وهو أمر يستحق الذكر والشكر.

كان حفلا بارز العناية والإتقان، منظما بطريقة تدعو للإعجاب، ومما ميزه تكريمه لشخص موجود على قيد الحياة وهو الدكتور عثمان طه، خطاط المصحف الشريف الذي يصافح اسمه عيون قراء كتاب الله في أنحاء العالم، ونعد هذه ميزة لأن مما جرت به العادة في عالمنا العربي نسيان أصحاب الريادة حتى يتوفاهم الله، وعندها نتذكرهم.

الأستاذ عبدالعزيز حنفي كان شديد الاهتمام والمتابعة حريصا على نجاح الحفل متفاعلا مع العاملين معه بطريقة جميلة.

سمعنا تلاوات مؤثرة مفعمة بالجمال والجلال، وأناشيد رائعة، وكلمات متقنة الصياغة مختصرة مع ثراء ما فيها من المعلومات، كما رأينا تكريما لحفظة كتاب الله والداعمين للجمعية من التجار وأهل الخير.

لفت نظري ما يمكن أن أسميه مبالغة في تزيين القاعة بالأزهار الكثيرة والأضواء الملونة التي وصلت إلى حد الإزعاج وبعض كماليات التزيين والتزويق التي كان الأولى بنا أن نستغني عنها، خاصة أن للقرآن الكريم هيبة في النفوس وتوقيرا في القلوب، ليت الجمعية المباركة إن شاء الله، وغيرها من الجمعيات القرآنية والخيرية تراعي ذلك.

إن هذه اللقاءات تشرح الصدور وتسعد القلوب لأنها مرتبطة بدستورنا ونبراسنا كتاب ربنا عز وجل، فالحمد لله على ذلك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

إشارة..

يا قارئ القرآن داو قلوبنا

بتلاوة تزدان بالتجويد