افتحي قماطه يا أمي ..انه يختنق ..
لا أريد أن أرى ابني يختنــق ...
- لن يختنق , إنه يستمتع بالحياة ...
لحظات الولادة المؤلمة لا تزال تسيطر على فكر مروى
التقلصات لا تزال في أوجها ..
لولا إن تلك الروعة التي خلفتها تزيح رعب الموقف ..
احتضنته وسط صدرها ونادته بـ مجتـبى ..
يشبه في معالم جسده أباه
وله تخاطيط عيني أمه ..
هكذا تنبؤوا بأوصافه التي لا تزال مبهمة المعالم ...
يداه أشبه بـ دُرتين تكورتا لتظل قابضة على نفسها إلى اجل مسمى ..
عيناه بالكاد يفتحهما
ربما خوفا من الضجيج ..
وربما خوفاً من أن يفتحها فلا يجد أمامه والدته مروى .. !
جسده ناعم , لم تهب عليه ريح الحياة القاسية بعد ...
يتوج تلك النعومة بابتسامة يحظى من تلتقطها الصدفة له ...
- القماط مفيد للرضيع انه يقوي جسده ..
و تكرر جدته هذه العبارة في كل مرة تشد فيها حزاما ابيض حوله ...
سئم مجتـبى من الاختناق
أو لعله بات يختنق فعلا ً ..
ولأول مرة ينظر إلى والدته بتلك النظرات المختلفة
يبكي بتلك القوة غير المعهودة ...
وكأنه يطلب النجدة ..
تحاول مروى سحبه لتفتح قماطه ولكن جدته تهزه بين يديها
تهدئ من روع مروى ..
هو قلب الأم الذي يعي ما يقوله طفلها (الأول) ..
يصمت فجأة ..
تبتسم جدته : لقد نام ...
ويتوقف قلب مروى