(1)
لا تتركيني تائها مرتاب
قلبي سجين بين طيات السراب
أغفو على وجه السماء كأنني
طفل السعادة لما أضواه الغياب
ثغر الخريف يلوك بسمته
والبئر لاتقصد حين يكسوها التراب
إني شربتك من أقاصيص الدوالي
إني شربت هواك حبا وأصطفيت ليِّ العذاب
(2)
ألفيت نفسي خرقة منسية
فوق الرفوف كقطعة أثرية
شعري صديق الغيم يجلدني
وأيامي كليل المجدلية
أدمى شتاتي فينوسا وأدمى
مني الأنين عشتار القوية
ومشيت أسأل عنك أزمانا توارت
فتناهبت عمري ربى البرية
إني زرعتك في عيون الناس سنبلة
إني زرعتك في ضمير الغيب أغنية
(3)
والصمت يخنق في الظلام سجائري
والحرف ينبئ باحتضار خواطري
يا فلك كانون ويا ملائكته
وهم الأماني عليّ ليس بقادر
إني أحب رعودك ياكانون لكن
قطر الغروب كما الغريب العابر
همس اليمام كرؤيا الفجر حلو
لكنه يذعن لجور أساوري
يامن رحلتِ وركب الفرح يتبعها
الصيف يسكنني كسهم غادر
إني بكيتك في حدائق مامضى
إني بكيتك للمداد الصابر
(4)
كمعالم الدروب اوراقي
تهدي الضليل ولا تهتدي
واليوم تذروني الرياح كأنني
دمع الغصون على رصيف مجهد
لاتتركيني سائرا أغتدي
مابين أوهامي وبين تنهدي
قلبي عليك كما قطار ماضيا
يجري على جرحي كنصل ملحد
إني صنعتك من ترحالي فردوسا
وأضاعت الأقدار حلمي من يدي
إني صنعتك نافذة على الدنيا
إني صنعتك من خميل الموعد